للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معينة مثل الاشتراكية وحقوق الإنسان ومسألة الأديان ومعاداة السامية واللائكية وحقوق المرأة. وكان بعضها متعلقا بقضايا اليهود، مثل حادثة دريفوس (فرنسا)، وحادثة غشت ١٩٣٤ (قسنطينة) وقرار كريميو، الخ. مما يدل على العلاقة الوطيدة بين الماسونية والصهيونية. وكانت محافل الشرق الجزائري تعقد اجتماعات سرية، ربما لنشاط اليهود فيها، وقد قامت حكومة فيشي بحل الجمعيات السرية، ومنها الماسونية، في غشت ١٩٤٠. وطلبت من كل عضو يعمل في الإدارة أن يعلن عن انتمائه. وكانت العقوبات تتضمن السجن والغرامة المالية والفصل. وكانت حكومة فيشي قد ألغت أيضا قرار كريميو بضغط من ألمانيا. ولكن الحلفاء ولجنة فرنسا الحرة أعادت هذا القرار، بضغط من أمريكا ويهودها، كما أعادت الشرعية للجمعيات السرية ومنها الماسونية، بعد الحرب.

وكان لكل محفل رمزه. والرموز هي نجمة داود، والخنجر، والسيف، وهيكل سليمان، والمثلث المتساوي الأضلاع، والسنبلة، والنجمة الخماسية، والعين، والهلال، واليدان المتصافحتان، والشمس المشرقة على رأس الإنسان، وراحة اليد، وغيرها من الرموز، مثل حرف v المنصوب والمقلوب. كما أن أسماء المحافل ترجع إلى آثار أو معالم قديمة وشخصيات، مثل سيرتا وقرطاجنة وهيبون ونوميديا والأوراس والساحل، وكذلك بيليزير وجان جوريس وأطفال مارس (١).

وكان لمحفل (بيليزير) نفوذ ونشاط علني في العاصمة. وله أتباع من الفرنسيين وحتى من بعض الجزائريين المتجنسين مثل الطبيب بلقاسم بن التهامي، والمحامي عمر بوضربة. ولا ندري إن كان محمد صوالح وتامزالي من أعضائه أيضا، ويقول آجرون عنهما إنهما كانا غير مرتبطين بالدين الإسلامي بصراحة. ويقول عن ابن التهامي وبوضربة إنهما لائكيان جدا (٢).


(١) مناصرية، مرجع سابق، ص ١٥٩.
(٢) إذا كان الأمر كذلك، فقد كان هناك عدد من الجزائريين يمكن وصفهم باللائكيين جدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>