أما في قسنطينة فالمحفل الرئيسي اختاروا له اسم (سان فانسان دي بول)، وهو اسم يحمل دلالة خاصة عند الفرنسيين وعند رجال الدين. ونلاحظ أنه بالرغم من القول إن الماسونية أصبحت معادية للدين فإن اتخاذها اسم هذا (القديس المشبوه) يدل على الخلط في المبادئ والأهداف. وقد ذكرنا أن هناك محفلا آخر باسم (سيرتا) كان سيرفييه من أعضائه. وتذكر المصادر أن معظم الجزائريين الذين دخلوا الماسونية كانوا من المنطقة الشرقية، ولا سيما مدينة عنابة، وبلغ عددهم الإجمالي ٣٧ فردا. ولا ندري الآن منهم أحدا، ولكن في الإمكان التكهن ببعضهم إذا طبقنا الآية الكريمة التي تقول {سيماهم في وجوههم} وفي تصريحاتهم وكتاباتهم. ولكننا لن نرجم أحدا بالغيب.
وفي الغرب الجزائري كان محفل (الاتحاد الإفريقي) الذي كان مقره مدينة وهران. ولا شك أن هناك محافل أخرى قد ظهرت هناك. وليس لدينا فكرة عن عدد الذين دخلوا في الماسونية من الجزائريين في الناحية الغربية. وقد كان فرع تلمسان نشيطا، وفيها عائلات حضرية ودينية وتعليمية لا نستبعد أن بعضها قد دخل الماسونية عن وعي أو عن غير وعي. وكانت مدرسة تلمسان الشرعية - الرسمية إحدى البؤر للحركة الماسونية، ولا سيما في عهد ألفريد بيل.
كانت سياسة زعماء الماسونية في الجزائر هي تبني الاندماج، كما ذكرنا، وذلك هو دورهم في التأثير على الإدارة العليا. فقد كان لهم نفوذ قوي في مجلس الحكومة والبرلمان والصحافة. وكانت تأثيراتهم تذهب في هذا الاتجاه، وهو إزالة الإسلام (Deislamisation) من الجزائر، وقد برزوا بالخصوص أثناء حكم شارل ليتو (١). وكان (الشبان الجزائريون) يسيرون في هذا الخط أيضا، ولذلك سميناهم بالاندماجيين. ويقول آجرون إن (عميد)