للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشبان الجزائريين هو محمد بن رحال (١)، ولكن اندماجية ابن رحال كانت تختلف عن الاندماجية التي دعا إليها أمثال محمد صوالح وإسماعيل حامد وأحمد بن بريهمات وتامزالي وابن التهامي، بل كانت تشبه الدعوة إلى (المساواة) التي دعا إليها الأمير خالد فيما بعد. وكان منهم في نظر آجرون، عباس بن حمانة الذي وصفه بالبرجوازي الليبرالي المؤيد للتجنيد الإجباري. ولكن عباس بن حمانة كان قد أسس مدرسة قرآنية عصرية سنة ١٩١٣ لتدريس اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ومن ثمة فقد كان ضد الاندماج بمفهوم (الشبان الجزائريين) وكان في ذلك يلتقي مع محمد بن رحال في بعض النواحي (٢). وربما ستكشف الوثائق عن تقديرات خاطئة لدور رواد الاندماج الجزائريين.

والمعروف أن الأمير عبد القادر قد ارتبط اسمه في بعض الكتابات باسم الحركة الماسونية، وكذلك اسم الشيخ طاهر الجزائري. ولكن بعضهم ينفي انتماء الأمير إلى الماسونية. وقد دار جدل في الموضوع بين ياكونو ومحفوظ قداش ومحمد الشريف ساحلي حول ذلك. ويبدو أن الجدل سيستمر لأن الوثائق القاطعة غير متوفرة. وهناك فقط تخمينات واستنتاجات. فالماسونية كانت متوارية، وكانت تقدم نفسها على أنها (دين الأديان) وأنها دين الحرية والتسامح، وأنها تدعو إلى الأخوة الإنسانية. وقد انجذب إليها عدد من أعيان المفكرين في الغرب والشرق. وكانت تصطاد هؤلاء الأعيان وأصحاب النفوذ والأذكياء في كل جيل وتمنحهم (بركتها) كما تفعل بض الطرق الصوفية عندنا. والماسونية تنظيم أو جمعية سرية لها طقوسها ومراحل للتدرج فيها، وليست زاوية خيرية مفتوحة للغرباء والسابلة. وقد انخدع بشعاراتها البراقة


(١) آجرون (حركة الشبان الجزائريين) في (ميلانج جوليان) ص ٢٤٠. وسنتحدث عن ابن رحال في الفقرة اللاحقة.
(٢) عن حركة (لشبان الجزائريين) والماسونية، انظر آجرون (ميلانج جوليان)، مرجع سابق، ص ٢٢٨ - ٢٤٣. وعن عباس بن حمانة انظر فصوله التعليم. وكذلك مالك بن نبي (المذكرات).

<<  <  ج: ص:  >  >>