الذي فر إلى الحجوط، وتمكن من قتل غريمه، ثم قبض عليه الفرنسيون وأعدموه. وأمثال هذه الأحداث موجودة، وكذلك النطق بالشهادة من الفرنسيين المقبوض عليهم لينجوا من القتل، ونحو ذلك. وهذا النوع لا يدخل في اعتناق الإسلام عن طواعية وقناعة. وقد قيل إن محمد الشريف جوكلاري الذي ظهر اسمه في الصحف (مثلا المرصاد؟) في الثلاثينات، كان فرنسيا رضي بالإسلام واختار اسم محمد الشريف (١).
أما الأوروبيون (الفرنسيون) الذين تأثروا بالإسلام وروحانيته دون أن يعتنقوه فكانوا نادرين، وقد عبروا عن آراء فلسفية أو ميتافيزيقية جديرة بالدراسة. ونحن لا نتحدث إلا عن فرنسي الجزائر أو من كان لهم أثر عليهم مثل المستشرق ماسينيون. وقد اعتنى بعض الدارسين بالزوايا والحياة الصوفية في الجزائر، مثل لويس رين والاسكندر جولي وألفريد بيل، دون أن يتأثروا بها أو ينجذبوا إليها، بل على العكس كانوا خصوما لها، أو كانوا ضد الدين من حيث هو مثل لويس رين. ولكن شخصا مثل شوون Schuon قد دخل في الزاوية العليوية بمستغانم، وألف كتابا سماه (الوحدة السامية للأديان). وكان ذلك على عهد الشيخ أحمد بن المصطفى بن عليوة مؤسس الزاوية. كما ألف شوون عدة كتب أخرى في التصوف، وهو من تلاميذ رينيه غينون R. Guenon الذي ألف كتابا في أجزاء عن التقارب بين التقاليد الدينية على المستوى الميتافيزيقي، وأحدث بذلك تيارا جديدا في ميدان الفكر الديني.
وقد سلطت وسائل الإعلام الفرنسية وكذلك الإعلام الديني الكنسي، الأضواء على شخصية الشيخ ابن عليوة خلال العشرينات وبداية الثلاثينات. وخصه بعضهم بالدراسة ووصفه بأوصاف غير عادية مثل المرابط المجدد. كما نسبوا إليه القول بالتثليث - أي وحدة الأديان الثلاثة. ويبدو أن ذلك جاء بالضبط في وقت ظهور الدعوة لوحدة الأديان التي نحن بصددها. وقد سافر الشيخ ابن عليوة بحرا إلى فرنسا لحضور حفل افتتاح جامع باريس ورافقه في