العرب عند تغيير النظام سنة ١٨٧٠ وخشي أن يتهمه خصومه بالتورط فيها فغادر الجزائر سنة ١٨٧١، وكان يمني نفسه بالرجوع إليها، وكان يتابع أخبارها عن طريق أصدقائه، ومنهم فيتال وديشتال، وقد برهنت الثورة المذكورة (ثورة ١٨٧١ وثورة ١٨٨١) على صدق تنبؤاته، وقد توفي في فرنسا وهو حزين، سنة ١٨٨٤.
ويقول إيميل ماسكري ان عربان قد توفي في الوقت الذي أخذ فيه الفرنسيون يستيقظون على أخطائهم في الجزائر ويرجعون إلى آرائه في السياسة التي كانت على فرنسا أن تعمل بها تجاه الأهالي. فما هي أهم أفكار إسماعيل عربان؟ لقد حضر عربان وأصدقاؤه (السانسيمونيون) لمرسوم ١٨٦٣ حول اعتراف الدولة بملكية الأرض الجماعية للقبائل العربية. وقد عارض الكولون ذلك وانضموا إلى المعارضة السياسية العامة للامبراطور نابليون (التي كان يمثلها الليبراليون والجمهوريون)، كما عارض بيليسييه ثم ماكماهون ذلك المرسوم. وأمام ذلك عاود نابليون الزيارة للجزائر (١٨٦٥) وبقي بها مدة أطول من السابقة (حوالي خمسة أسابيع) واستمع إلى عربان وعلق على صدره وساما، ولما رجع نابليون إلى فرنسا أرسل رسالته الشهيرة بعنوان (سياسة فرنسا في الجزائر) وكانت تتألف من ثمانية وثمانين (٨٨) صفحة. ومن جهة أخرى سعى عربان إلى إطلاع نابليون على أثر المجاعة على الجزائريين لأن الحاكم العام ماكماهون حاول إخفاء ذلك الأثر، وهي المجاعة التي ذهب ضحيتها في بضعة أشهر (إبريل ١٨٦٧ - إلى نهاية ١٨٦٨) ثلاثمائة ألف نسمة على الأقل. أما المعارضة فقد حملت مسؤولية المجاعة لسياسة المملكة العربية التي اتبعها نابليون. وأعلنت (لجنة لوهون سنة ١٨٦٨) التي جاءت لتحقق في أسباب المجاعة أن مسؤوليتها ترجع إلى الشيوعية العربية (أي الملكية الجماعية)، وطالبت بضرورة العمل بالملكية الفردية وتوسيع الاستعمار.
ومن جهة أخرى عارض عربان النظام المدني لأنه في نظره سيجعل من الكولون هم السادة والأهالي هم العبيد. وقد أيده في ذلك الجنرال هانوتو