للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان البوديلمي يلقي دروسه في التفسير والحديث بالجامع الأعظم بتلمسان. ويهمنا الآن تفسيره للقرآن في دروسه. ولا نعرف أن تفسيره كان مكتوبا. وكان يخلط الدرس ربما بآرائه في التصوف، وكانت تعقد احتفالات سنوية يحضرها تلاميذه وأنصاره وأشباهه من العلماء. وقد عبر عنها صاحب (المرآة الجلية) بأنها نوع من سوق عكاظ حيث ففي الشعر والخطب. ومما يدل على الخلط بين العلم والتصوف أن ابن عبد الحكم يقول إن الاحتفال يشبه ما كان يقيمه ابن عليوة أثناء حياته. وقد نوه أحد رحالة المغرب، وهو الشيخ الوارزقي بدروس البوديلمي في الجامع الأعظم في الأخلاق والدين، وأخبر أن الناس كانوا يحترمونه ويلتفون حوله لتقبيل رأسه ويده. ولا شك أن هذا أيضا من تقاليد المتصوفين (١).

وللبوديلمي عدد من المؤلفات لم نطلع عليها، وليس منها عنوان في تفسير القرآن الكريم، وقد ذكرها له صاحب (المرآة الجلية) (٢).

أما المفتي الحنفي محمد العاصمي فقد كان يلخص تفسيره لبعض الآيات في مجلة (صوت المسجد)، ولعله كان يلقي دروسا في الجامع


(١) ابن عبد الحكم (المرآة الجلية)، ص ٣٥١ - ٣٥٧. عن مقالة نشرت في جريدة (النجاح) ٨ ديسمبر ١٩٥١. وذكر ابن عبد الحكم بعض القصائد التي قيلت في إحدى هذه المناسبات العكاظية.
(٢) (المرآة الجلية). لا ندري هل هذه المؤلفات مطبوعة أو مخطوطة ولا محتوياتها. ويبدو أنها من نوع الوعظ والإرشاد والردود. وهي:
١ - إماطة اللثام.
٢ - رفع التلبيس عن وساوس إبليس.
٣ - حاجة البشرية إلى الدين.
٤ - الرسالة الديلمية في صيانة العائلة الإسلامية.
٥ - كشف الغيم في قضية عيسى بن مريم.
٦ - رماح علاء السنة المحمدية. (وربما كان هذا انتصارا لجمعية علماء السنة التي نافست جمعية العلماء برئاسة ابن باديس بعض الوقت ١٩٣٢ - ١٩٣٤).
٧ - ديوان في المديح والأذكار.

<<  <  ج: ص:  >  >>