للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزائريون يجرون وراء ذلك من بعضهم أولا، ومن غيرهم ثانيا، عن طريق المراسلة في أغلب الأحيان، لأن السفر كان محدودا ومراقبا. وإذا زار بعض المشارقة الجزائر، مثل الشيخ الرضوى (١) والشيخ ظاهر المدني الوتري، أو شيوخ كانوا أصلا من الجزائر وعاشوا بالخارج ثم جاؤوا للزيارة، مثل الطيب بن المختار وأبي حامد المشرفي والمكي بن عزوز، التف حولهم العلماء والمتصوفة واستدعوهم للإجازة، كما سنرى. أما الجزائريون الذين خرجوا إلى المعاهد والمدن الإسلامية فقد حظوا بالإجازات سواء بقوا في الخارج أو رجعوا إلى وطنهم. وسنذكر منهم البعض أيضا. ولنبدأ بإجازات الجزائريين لبعضهم:

١ - إجازة مصطفى الحرار: وهي إجازة لصهره حسن بن بريهمات سنة ١٢٧٢. وهي مطلقة وقد خضعت لشروط الإجازة ومنها الحضور والمواظبة على الدروس والتلقي. وجاء فيها: (قد لزم دروسنا سنين، فحمل عنا من العلوم العقلية والنقلية ما فاق فيه كثيرا من معاصريه ... ولما كان الإسناد حبل الشريعة الممدود، وبابه لطالبيه غير مسدود، إذ هو من خصائص هذه الأمة، ولم تزل الإجازة عادة الأجلة من الأيمة، أوصلته بما أوصلني به مشائخي، وأجزته بما أجازوني به في سائر العلوم العقلية والنقلية، وأذنته أن يروى عني جمع مروياتي ومسموعاتي على اختلاف أنواعها وتباين أجناسها، إجازة مطلقة عامة، بشرطها المعروف، وسننها المألوف، حسبما تلقيت ذلك). ثم ذكر مشائخه الذين تلقى عنهم العلم، وهم الذين أتينا على ذكرهم سابقا (انظر الأثبات). كما خص إجازته التي تلقاها من الشيخ الرضوي ببعض التفصيل. والمعروف أن حسن بن بريهمات قد أصبح من أعيان علماء الجزائر في القرن الماضي. وقد تحدثنا عنه في غير هذا. وكان له أولاد


(١) جاء الجزائر سنة ١٢٦١، وما زلنا في ريب من أمره، لماذا جاء حقيقة، وكيف سمح له الفرنسيون بطول الزيارة والاتصال؟ أما ظاهر المدني فقد زار الجزائر سنة ١٢٩٧ زيارة سريعة. ولا ندري هدفه أيضا. انظر عن الرضوي كتابنا الحركة الوطنية، ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>