للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باريس ١٩٠٦، أي سنة قبل وفاته، وكان ينوي تقديم طبعة كاملة منه. ولذلك دعا باصيه العارفين باللهجة البربرية والفقه الإباضي إلى استكمال مشروع موتيلانسكي (١). ومما يذكر أن موتيلانسكي قد تعرف جيدا على الشيخ محمد بن يوسف أطفيش الذي كان عندئذ ذائع الصيت وغزير الانتاج. وقد أصدر أطفيش سنة ١٨٨٦ شرح كتاب النيل، كما سبق.

واهتم دومينيك لوسياني، رغم أنه إداري أكثر منه عالما بالاستشراق، بالدراسات الفقهية والتراث العربي الإسلامي. فنشر سنة ١٨٩٦ (الرحبية) في الفرائص في نصها العربي والترجمة الفرنسية. وكانت الرحبية مقررة في المدارس الرسمية وحتى الزوايا. وقد قال فانيان الذي راجعها في المجلة الأفريقية، أن معرفة الرحبية واجبة وكذلك ترجمتها. وكان نشرها على يد لجنة للترجمة والنشر ألفتها الحكومة العامة بالجزائر، وربما عاونه أبو يعلي الزواوي في شبابه، ومحمد السعيد بن زكري. ولا ندري إن كان قد نشر أيضا. كتاب (أعز ما يطلب) لابن تومرت. وقد قلنا انه ساهم في تحضير مشروع تدوين الفقه الإسلامي مع زميله موران أستاذ الشريعة في كلية الحقوق، ولكنه فشل فيه. ومن نشاطه أيضا نشره (كتاب الحوض) في الفقه وهو بالبربرية، وقد استحضر نسخه من عدة جهات. وترجمه إلى الفرنسية مع النص الأصلي (٢).

وكذلك قام عدد من الجزائريين المتصلين باللغة الفرنسية بالتعريف بكتب التراث الفقهي أو ترجمتها تمشيا مع هذا التيار أو ذلك، إما للنفع المادي إذا كانت من الكتب المقررة في المدارس وإما النفع المعنوي استجابة


(١) ترجمته في مجلة الجمعية الجغرافية للجزائر وشمال إفريقية، كتبها أرمون ميسبلي، ١٩٠٧، ص ١١٩ - ١٢١. انظر أيضا ر. باضيه (تقرير عن الدراسات البربرية والهوسة، في المجلة الإفريقية، ١٩٠٨، ص ٢٥٩. انظر كذلك فصل الاستشراق.
(٢) عن حياته ونشاطه الآخر انظر بول مارتي (مجلة العالم الإسلامي) ١٩٢٠، ص ١ - ٩. مع صورته. وقد نشر كتاب (الحوض) مسلسلا في المجلة الافريقية. وقمنا نحن بالتعريف بهذا الكتاب في كتابنا أبحاث وآراء ج ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>