للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين لعبد الواحد بن عاشر وكتاب الإرشاد لإمام الحرمين المعروف بعبد الملك الجويني عمدة الطلبة في علم الكلام (١). كما أن آخرين قد ألفوا في العقائد بنظرتهم المعاصرة واختاروا لذلك عناوين جديدة، كما فعل قاضي تلمسان شعيب بن علي الجليلي، والهاشمي بن بكار وعبد القادر المجاوي.

ومع ذلك فإن التكرار والتقليد ظلا السمة الغالبة على هذه التآليف والمنظومات. ولم تدخل العقائد حيزا جديدا في الفكر والعلوم الاجتماعية إلا على يد ابن باديس وأنصاره وتلاميذه من العلماء الذين مزجوا بين العلوم الدينية والدنيوية وفسروا العقائد الإسلامية في ضوء العلم الحديث. ومن تلاميذ هذه المدرسة مالك بن نبي الذي تعمق في الفلسفة والدين والعلم.

ولكننا الآن سنكتفي باستعراض المؤلفات والمنظومات التي تعرفنا عليها أو سمعنا بها لهذا الجيل من العلماء.

١ - شرح على أم البراهين: تأليف أحمد الطيب بن محمد الصالح العيسوي الزواوي. واسم الشرح (تكملة الفوائد في تحرير العقائد). وواضح أنه تعليق وتفسير لعقيدة السنوسي. وهي التي كانت متداولة بين طلبة العلم. وكان والد المؤلف من تلاميذ محمد بن عبد الرحمن الأزهري، مؤسس الطريقة الرحمانية. وقد تخرج هو من جامع الزيتونة وانتصب للتدريس في زاوية الأزهري (آيت إسماعيل)، وألف بعض الكتب، حسب المترجمين له. وتوفي - محمد الصالح- في آيت إسماعيل ودفن بزاوية الأزهري، سنة ١٢٤٢ (٢).

وأخذ ولده أحمد الطيب الإجازة عنه. ولا نعرف أن أحمد قد درس


(١) طبع المرشد المعين عدة طبعات، منها طبعة تونس ١٩٤٦، وقد كان مقررا على طلبة جامع الزيتونة. وهو كما يقول، في عقيدة الأشعري وفقه الإمام مالك، أما في التصوف فهو يتبع طريقة الجنيد. أما (الإرشاد) فقد ترجمه إلى الفرنسية لوسياني. وطبع سنة ١٩٣٨ بباريس، إضافة إلى طبعاته العربية.
(٢) تعريف الخلف ٢/ ٥٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>