للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعيب بن علي الجليلي التي سماها (الرجز الكفيل بذكر عقائد أهل الدليل). وقد نوه أحمد سكيرج المغربي بالعقيدة وبشرح الديسي عليها. وقرظها قدور بن محمد بن سليمان وغيره، وبذل الديسي جهدا كبيرا- في الشرح، وتبادل الإجازات مع القاضي شعيب نفسه، وراج الشرح بعد طبعه، وربما لم يحصل لعمل آخر شهرة مماثلة في نفس الموضوع سوى تأليف المجاوي الذي سنذكره، أو عقيدة السنوسي نفسها (١). وقد تناولنا حياة الرجلين الديسي والجليلي، في غير هذا.

٩ - الموجز المفيد في شرح درة عقد الجيد، وهو شرح في العقائد للديسي سابق الذكر. (والدرة) هي منظومة وضعها الديسي في التوحيد ثم وضع عليها شرحا سماه الموجز المفيد. ورغم إمكانات ابن عبد الرحمن الديسي اللغوية والفقهية فإن تأليفه يبدو أنه كان موجها لتلاميذ الزوايا. ولا نعرف أنه طبع. ومهما كان الأمر فإن تعدد شروحه في التوحيد يدل على تعلقه بهذا العلم الذي كادت تغطي عليه عندئذ علوم أخرى وتيارات إلحادية أو متحررة ناشئة مع العصر الجديد (٢).

١٠ - القواعد الكلامية: تأليف عبد القادر المجاوي. ولعله آخر ما صدر له قبل وفاته، على ما نعلم، فقد طبع سنة ١٩١١، وكانت وفاته بعد ذلك بسنتين، وكان عند تأليفه وطبعه يشغل منصبين رسميين: إمامة جامع سيدي رمضان والتدريس في المدرسة الثعالبية حيث كان يدرس لطلبة القسم العالي. ولعل هذا الانتاج كان موجها إلى الطلاب. ولذلك جاء في المقدمة: (وبعد، فقد مست الحاجة إلى تأليف رسالة في علم التوحيد تكون سهلة المأخذ، قليلة الكلفة، يستعذب موردها القاصر والكليل، ويقتبس من مشكاتها المتحير في تصحيح عقيدته بالدليل ... كي يستغنى بها التلميذ عن


(١) مخطوط الخزانة العامة - الرباط، ك ٤٨. ومما يذكر أن القاضي شعيب الجليلي أرسل مع بعض تلاميذه حوالي ٧٥ نسخة من شرح الديسي، إلى جريدة (الحاضرة)، بتونس (هدية مني للمتعلمين مثلي من أبناء القطر).
(٢) تعريف الخلف ٢/ ٤٠٧، ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>