للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عن الرقص الصوفي وعن الوجد انه جائز في حق بعض الشيوخ الأوائل ولكن لا يجوز تقليدهم من أناس هم في منتهى قواهم العقلية. (وبهذا اغتر أناس فزعموا أن الرقص والصراخ والتصفيق حيث اشتهر من بعض الصوفية فهو جائز لتلامذتهم) (١). واستنكر بعض الممارسات الأخرى لإثبات المحاصة في الأرض العروشية. وكان الزريبي يخطط لوضع رسالة ضد البدع. (كان أملي أن أضع رسالة تتكفل بذلك - البدع -، والله يسعفنا في الأقوال والأفعال). وكان ينوي كذلك إيراد أفكاره الإصلاحية في (قالب هذا الشرح الشريف) ثم عدل عن ذلك، وظل متمسكا بوضع رسالة خاصة. لكننا لا نعلم أنها قد صدرت عنه، رغم أنه وضع انموذجا لها في شكل مقدمة وتمهيد. ولعله تعرض إلى ذلك في شرحه على قدسية الأخضري (٢).

١٨ - الإسلام الصحيح: لأبي يعلى الزواوي. وهو كتيب طبعه في مطبعة المنار في مصر سنة ١٣٣٥ بعد رجوعه إلى الجزائر، وجعله في شكل سؤال وجواب. وقال إن بعضهم قد سأله أن يضع مثل هذا الكتيب في (الإسلام الصحيح على قواعده الأصلية، المتفق عليها لا المختلف فيها، من غير التزام ما لا يلزم، مما أحدثه بعض القوم، ومن غير اعتماد مذهب دون مذهب، إذ المذاهب كلها محدثة، وبالأخص الأربعة المرضية). والإسلام الصحيح إذن مجموعة من آراء الزواوي في علم الكلام والنبوة وأخبار الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والقرآن، والإجماع، وأركان الإسلام وغير ذلك من شؤون الحياة وعلاقتها بالإسلام في عصر المؤلف. والزواوي يعلن عن موقفه صراحة في الحجاب والتصوف والأخلاق (٣).

وكان الزواوي قد تولى الخطابة والإمامة في جامع سيدي رمضان


(١) انظر عن ذلك أيضا كتاب الشيخ أبي القاسم طعيوج في فقرة التصوف.
(٢) الزريبي (بدور الأفهام)، ص ١٦، ٢٥، ٣٠، ١٧٣ - ١٧٧. انظر أيضا (شعراء الجزائر) فقد ذكر له السنوسي شرحا على قدسية الأخضري وغيرها. وقد كتبنا عنه بحثا.
(٣) راجع الكتاب عبد القادر المغربي - صديق الزواوي، وعضو المجمع العلمي بدمشق - في مجلة المجمع المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>