للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدوق البركة من زاوية آيت إسماعيل على عهد الشيخ الحداد الصدوقي خلال الستينات من القرن الماضي. ومن جهة أخرى نذكر أن عائلة المسيسني كانت مستوطنة في العاصمة أيضا في آخر العهد العثماني، وقد وجدنا لها بعض العناصر المتنفذة في السلك الديني (١).

ويذهب بعض الباحثين إلى أن القاضي المسيسني قد عاصر الجوائح التي حلت بالجزائر خلال الستينات (١٨٦٧ - ١٨٦٨) وترتبت عليها وفيات كثيرة، ومنها الجراد والجفاف والوباء. وربما ألف المسيسني كتابا في الموضوع وصف فيه أثر الجوائح على الشعب الذي كان يموت بالآلاف في الطرقات والمداشر. فقد عثر بعض أحفاده على أوراق قد تكون من كتاب ألفه، وتحدث فيها عن غلاء الأسعار والأمراض والجوع نتيجة الجوائح التي ذكرناها. كما وصف محاولة الناس طرد الجراد، ونكبة الجفاف وأداء صلوات الاستسقاء، وحمل المتصدقين للطعام إلى المساجد والأضرحة لعل المطر ينزل. كما وصف ما حل بالمواشي من الهزال حتى أصبحت تباع بأبخس الأثمان. وفي سنة ١٨٦٨ (١٢٦٤) فقد البذر، وحل الغبار في الأسواق فانتشر الوباء. وقد ذكر المسيسني المراسي التي كانت بها الحبوب وأسعارها. ومن نتائج هذه الجوائح بيع الناس أطفالهم وتعرض النساء للزنا للحصول على القوت، وما حل بالناس من الوفيات إذ بلغ العدد في ولاية العاصمة عندئذ ٢٤٠ ألف ميت، بناء عليه. وقد نوه الشيخ بدور الزوايا عندئذ مثل زاوية صدوق (٢). وتوفي المسيسني بمسقط رأسه، سنة ١٣٠٥. وهو كما ترى معاصر لمحمد الصالح بن العنتري مؤلف (رسالة القحط) التي تناول فيها أيضا موضوع الجوائح، ولكن العنتري أكبر منه سنا.

٢٨ - صيانة الرياسة في القضاء والسياسة: تأليف محمد بن محمود بن العنابي. ألفه في مصر في عهد محمد علي باشا. وأراد به توحيد الأحكام


(١) انظر كتابنا (تاريخ الجزائر الثقافي).
(٢) انظر محمد الصالح الصديق (شخصيات ومواقف)، الجزائر، ١٩٩٢. كما راسلني به محمد الحسن عليلى (؟). والشيخ المسيسنى من شيوخ محمد سعيد بن ز كري.

<<  <  ج: ص:  >  >>