للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طبقا للمذاهب الأربعة في مسائل التجارة والعقارات وما إليها قطعا لتلاعب المتقاضين وتسهيلا على القضاة وخدمة لسياسة الدولة وقوانينها. وتعتبر محاولة رائدة بالنسبة للمؤلف والوالي محمد علي. وقد درسا الكتاب في كتابنا (رائد التجديد الإسلامي) بعد أن حصلنا منه على نسخة نسخها لنا بخطه السيد فرج محمود فرج المصري، وأصل المخطوط في مكتبة الإسكندرية حيث كان ابن العنابي مفتيا (١).

...

عرفنا أن الكتابات الجزائرية بالفرنسية لم تظهر إلا ابتداء من الثمانينات. وكان ظهورها قد تمثل في العرائض والمقالات الصحافية وبعض المحاضرات. وقلما ظهرت كتب ذات قيمة تعالج موضوعا بعينه. وقد تحدثنا عن ظهور أعمال في اللغة والتاريخ والفولكلور. أما الكتب السياسية والبحوث ذات الرأي في أوضاع الجزائريين ومستقبلهم، فقد ظهرت في معظمها بعد الحرب الأولى، وكان أصحابها عادة من الاندماجيين، وكانت تتصدرهم طائفة قليلة من المعلمين مثل الزناتي وصوالح والفاسي، والسياسيين مثل الأمير خالد وفرحات عباس. ومن كتب الرأي أيضا ما ألفه إسماعيل حامد والشريف بن حبيلس قبل الحرب الأولى، ولكن حجم هذه الكتابات ظل ضئيلا إذا نظرنا إلى مدة الاستعمار الفرنسي. أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد أنتج عدد من الاندماجيين والسياسيين كتيبات ذات طابع اجتماعي وسياسي تمس القضية الجزائرية ومستقبل البلاد. وهي على العموم كانت كتيبات لا تعكس ما عليه المجتمع من توتر وتطلع إلى الحرية ولا المستوى الفكري الذي عليه المثقفون بالفرنسية. ولا بد أن نستثني من ذلك الانتاج الأدبي بالفرنسية، كما سبقت الإشارة (٢)، وكذلك مؤلفات مالك بن نبي.

وها نحن نذكر نماذج من الكتابات الاجتماعية والسياسية وما قاربها


(١) انظر (رائد التجديد الإسلامي)، ط. ٢، بيروت ١٩٩٢.
(٢) انظر فصل اللغة والنثر الأدبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>