وتتمثل المرحلة الأخيرة في الجمود والانحطاط الذي أصاب الحضارة الإسلامية. وكان الهم الذي شغل ابن نبي هو البحث عن سبيل للخروج من هذا الانحطاط والجمود واستعادة دورة التاريخ الحضاري في جدليته الخالدة والبحث عن نقطة الانطلاق الجديدة. فدرس ابن نبي ظاهرة التخلف وقابلية الاستعمار، وحاول إيجاد سبيل للتغيير الذاتي بناء على الآية الكريمة:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. ولعل ذلك يعني في نظره التخلص قبل كل شيء من (القابلية) للاستعمار والتخلف، ومواجهة ما يسميه بصراع الأفكار في العالم (١).
(١) بالإضافة إلى معرفتنا الشخصية لمالك بن نبي، اعتمدنا في هذه الدراسة على مؤلفاته، ولا سيما مذكراته، والمدخل الذي كتبته السيدة أسماء رشدي للترجمة الإنكليزية لكتاب ابن نبي (وجهة العالم الإسلامي)، الباكستان، ١٩٨٨. ومقالاته في جريدة (الشاب المسلم)، وجريدة (البصائر) عدد ٩ سبتمبر ١٩٣٨، وبحث محمد العربي معريش (ابن نبي والحركة الوطنية) بإشرافنا، وأطروحة السيدة فوزية بريون عن نظرية الحضارة عند ابن نبي وتوينبي (جامعة ميشيقان)، وكتاب أسعد السحمراتي (مالك بن نبي مفكرا إصلاحيا)، ومقدمة محمود شاكر للظاهرة القرآنية، ط. ٣، ١٩٦٨، وغيرها.