للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قنصل السويد في الجزائر، وقارنيه Garnet الذي تولى القضاء مدة طويلة، ومارتن الذي كان موثقا بالعاصمة. وثلاثتهم عاشوا في الجزائر أكثر من أربعين عاما. كما ذكر دي بوسيه أسماء أخرى أجابت نفس الإجابة، وهم: ابن زعموم الذي قال عنه إنه كان مسؤول قنصلية توسكانيا في الجزائر منذ أكثر من عشرين سنة، والتاجر بونيفال الذي كان مهتما بمسألة الطاعون والصحة، ثم ذكر الجراح العسكري الدكتور قيون Guyon الذي قام بأبحاث دقيقة حول الأمراض المعدية (١).

وقد شملت الثورة الفرنسية في مجال الطب نشر الإحصاءات وإجراء التجارب، وترجمة الآثار الطبية الجزائرية والعربية عامة، وإصدار النشرات والبحوث وتبادل الخبرات، وغير ذلك. والذي يرجع إلى المجلدات التي صدرت بعنوان (المنشآت الفرنسية في الجزائر) سيجد فيها إحصاءات كثيرة مفيدة للغاية عن أحوال الصحة والأمراض والمستوصفات والمتداوين فيها. وهو تقليد لم تكن تعرفه الجزائر من قبل. حقيقة أن هذه الإحصاءات كانت تنصب في أغلبها على الأوروبيين، ولكن المرء سيجد فيها بيانات هامة عن الوضع الصحي في مختلف المناطق وعن الأهالي أيضا.

وقد أصدر الفرنسيون منذ فاتح يناير ١٨٥٦ مجلة طبية باسم (الغازيت الطبية الجزائرية) ودامت أربعين سنة، وغطت الأخبار الطبية وبحوث العلماء والترجمات (٢). وفي هذه المجلة ترجم الدكتور بيرون رسالة في (الطب النبوي). كما ظهرت فيها ترجمة كتاب (الرحمة في الطب والحكمة) للسيوطي. وذكر لوسيان ليكليرك أن هذا الكتاب كان منتشرا بكثرة في الجزائر حتى أن بعضهم كان يضيف إليه (٣). كما أفادنا ليكليرك أن الفرنسيين


(١) جنتي دي بوسيه (عن المؤسسة الفرنسية في الجزائر)، مرجع سابق، ص ١٥٤ - ١٥٥.
(٢) ظهرت في أول يناير ١٨٥٦ واستمرت إلى ٣٠ ديسمبر ١٨٩٥. وكانت نصف شهرية.
(٣) لوسيان ليكليرك (تاريخ الطب العربي) ج ٢، باريس ١٨٧٦، ص ٣٠٠ - ٣٠١. وعن بيرون انظر فصل الاستشراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>