بعض الأدوية غير الخطرة، وكانوا يقدمون منها إلى السكان الذين التفوا حولهم وجاؤوا إليهم من بعيد. وشملت إسعافاته المريض والمعطوب وحتى الأصحاء. وتفادى العمليات الجراحية ومداواة الصمم وماء العينين ونحوها.
وقص سيمسون كيف حصل على المعلومات (السرية) حول الجراحة والجراحين في الأوراس، وهي العملية التي اشتهرت في أوروبا وبلغت انكلترا. ولكنه هو وفريقه لم يحصلوا على طائل لأن السكان كانوا متمسكين بالسرية وكانوا يكتفون بالقول، إذا سئلوا، إن كل مريض أو مصاب يذهب إلى الطبيب الفرنسي. ثم غير سيمسون ورفاقه الطريقة فسألوا ما إذا كان في المنطقة من يحتاج إلى آلة المبضع الإنكليزية، وأخرج واحدة منها كانت في جيبه. وهنا قال كبير الحاضرين: دعنا نسأله (يعني الجراح) إنه حاضر معنا. فوقف رجل تبين أنه هو الذي كان يقوم بالجراحة. ووعده سيمسون بأنه لن يعطي اسمه للسلطات الفرنسية، وطلب منه سيمسون ورفاقه أن يقبل ببعض الهدايا الطبية التي كازا يحملونها معهم، وأن يطلعهم على طريقته في الجراحة والأدوات التي يستعملها. وكان ذلك في ربيع سنة ١٩١٣ (١). وحصلوا منه فعلا على مختلف الأدوات المستعملة. وعرفوا منه أيضا طريقة التطبب والعلاج بالأعشاب.
وفي جولات لاحقة في المنطقة حصلوا من (أطباء) آخرين على عدد آخر من الآلات الطبية حتى بلغ ما جمعوه ١٥٠ قطعة، وقد وضعوا حوالي ٦٠ قطعة منها في متحف بيت - ريفرز Pitt - Rivers في أكسفورد. وقد أخبرنا سيمسون أن هؤلاء الأطباء كانوا يتدربون فترة طويلة قبل بدء العمليات الجراحية. وكان أجدادهم قد تعلموا هذه الصنعة وعلموها لأولادهم. فهي ميراث عائلي منذ العصور الوسطى. وهذه الصنعة كانت تمارس: ايضا في مناطق أخرى بالجزائر. والآلات المذكورة متنوعة، منها الحديدية والخشبية.
(١) تحدث سيمسون أيضا عن زيارات أخرى للأوراس سنوات ١٩١٤ - ١٩٢٠ لنفس الغرض.