للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى التعليم الديني - العربي والتعليم الفرنسي. فتخرج ثلاثة منهم متعلمين بالفرنسية، فكان قدور ومحمد طبيبين وكان ثالثهم مترجما عسكريا، في الجيش الفرنسي. وقد ذكرنا أن قدور أصبح طبيبا لبايات تونس، وربما كان ذلك قبل احتلالها سنة ١٨٨١.

درس محمد بن العربي في شرشال إلى بلوغه العاشرة، ثم انتقل إلى مدارس العاصمة حيث أصبح يسكن ويدرس، وتدرج في ذلك من المتوسط إلى الثانوي إلى العالي. ومن مدرسة الطب العليا بالجزائر توجه إلى جامعة باريس (السوربون) وبقي بها إلى أن حصل على الدكتوراه في الطب سنة ١٨٨٤، كما ذكرنا. والمعروف أن جميع الشهادات كانت لا تمنح إلا من فرنسا حتى لفرنسيي الجزائر، إلى أن تأسست جامعة الجزائر سنة ١٩٠٩. وكان ابن العربي قد درس من اللغات اليونانية واللاتينية أيضا، حسب متطلبات منهج الدراسة عندئذ. وكان له أصدقاء من الفرنسيين في باريس وغيرها، ومنهم الشاعر فيكتور هيغو الذي حضر مناقشة الأطروحة. وقد ذكر ابن العربي نفسه عددا منهم في أطروحته، فبالإضافة إلى هيغو، ذكر وقرسلي (وزير الحربية) والمستشرق شيربونو الذي اشتغل في قسنطينة وفي الجزائر بالتدريس والبحث قبل أن يتحول إلى مدرسة اللغات الشرقية في باريس. ومنهم أيضا لاتيلي، وبيرتيراند، وتيكسييه (١)، وماشويل الذي كان معلما مستعربا في الجزائر ثم أصبح مديرا لشؤون التعليم في تونس بعد احتلالها، وغيرهم (٢).


(١) كان تيكسييه مديرا لمدرسة الطب بالجزائر. بيرتيراند هو صاحب الدراسات العديدة عن الطب الأهلي في الجزائر. انظر كتابه المطبوع سنة ١٨٥٥، سابقا.
(٢) انظر ترجمة (الطب العربي بعمالة الجزائر) تأليف محمد بن العربي وترجمة علي بوشوشة، تونس ١٨٩١. وقد بقيت لدينا هذه القائمة من الأسماء الجزائرية والفرنسية التي ذكرها ابن العربي في الأطروحة، أما باقي البطاقات فقد ضاعت منا سنة ١٩٨٨، كما مر. وشملت قائمة الجزائريين أعيان البلاد كلها في الدين والتصوف والإدارة والعلم والسياسة والطب والقضاء وفيها ٤٤ اسما على الأقل.

<<  <  ج: ص:  >  >>