للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوساط الحضرية في قسنطينة.

٣ - وفي أوائل هذا القرن (١٩٠٥) حصل بلقاسم بن التهامي على الدكتواره في الطب أيضا، وكان من مدينة مستغانم، ومن جيل الإندماجيين، وقد تجنس وتزوج في الجزائر، كما سبق، وانخرط في الماسونية وجمعية حقوق الإنسان. وحصل على شهادته الأولى من مدرسة الطب في الجزائر ثم ذهب إلى جامعة مونبلييه الفرنسية للامتحان. وبعد تخرجه أصبح من العاملين في الطب وفي السياسة والحياة العامة. عين في مستشفى مصطفى باشا لأول مرة ومارس هناك مهنته، ثم فتح عيادة خاصة به في منزله الذي كان أمام محكمة قاضي الصلح بالجزائر، وساهم في الانتاج الطبي مع زملائه أعضاء المدرسة الطبية (كلية الطب فيما بعد)، ونال بعض الجوائز. وقد كتب عنه معاصره إسماعيل حامد وأشاد به، وكذلك أشادت به بعض صحافة الوقت (١).

شارك ابن التهامي في الحياة السياسية قبل الحرب الأولى بتوليه قيادة الاندماجيين الذين كانوا يطالبون بالحقوق والمساواة ولا يمانعون من التجنيد الإجباري. وفي باريس استقبلهم رئيس الوزراء بوانكريه. وكان في الوفد أيضا، الدكتور موسى من قسنطينة. ووصفه أجرون بأنه رجل عصامي. تعلم وترقى حتى وصل إلى صف القيادة. وبناء على أجرون أيضا فإن ابن التهامي تجنس في فبراير سنة ١٩٠٦، أي بعد حصوله على الدكتوراه. ولم يواجه صعوبة، ومنذ ١٩٠٤ سماه شارل جونار معيدا احتياطيا في الطب. وفي ١٩٠٧ دعي للتعليم في العيادة البصرية (الانتمولوجيا) ثم واصل نشاطه الطبي إلى جانب نشاطه السياسي.

فبالنسبة للنشاط السياسي بدأ في ممارسته منذ فاتح القرن، وقد واجه


(١) جريدة (الأخبار) عدد ١٣٣٦١، في ٣٠ ذو القعدة ١٣٢٢ هـ. وكذلك رسالة الماجستير (مظاهر الإصلاح) لعبد المجيد بن عدة. وكان منزل ابن التهامي - حسب جريدة الأخبار- يقع في شارع لوميرسييه، عدد ٣. انظر أيضا كتاب الشريف بن حبيلس (الجزائر الفرنسية كما يراها أهلي)، الجزائر ١٩١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>