للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يشاؤون وينقلون إليها ومنها كل ما يرغبون.

وكان لويس مول MOLL، وهو أستاذ مادة الزراعة والعضو في معهد الفن والحرف بباريس، أول من ألف كتابا رئيسيا عن الزراعة في الجزائر، وقد أوضح فيه مبادئ الزراعة للمستوطنين سواء كانوا فقراء أو أغنياء. وكان الهدف من ذلك تحويل الجزائر من بلاد منتجة للقمح إلى نموذج للمنتوجات الاستوائية، وكانت الوسيلة إلى ذلك هي حديقة التجارب. وكانت جمعية التأقلم والمناخ (١) التي ذكرناها تعتمد على نظرية الحماية الاقتصادية، وهي تقوم على أن للوطن الأم (فرنسا) أن يقتطع أكبر قدر ممكن من ثرواته من مالكها، وأن على المستعمرة ألا تتاجر إلا مع الوطن الأم. كما أن هذه الفلسفة كانت تقوم على أن المستعمرة المثالية هي التي تقدم المواد الأولية للوطن الأم ولا تتاجر إلا معه، وأن المستعمرة ما هي إلا سوق مفتوح لهذا الوطن الأم.

وقد أصبح للجمعية لجان إقليمية. وخصصت، منذ اجتماعها سنة ١٨٥٨، جوائز عديدة وأوسمة، وكانت بعض الجوائز تهم التقدم في معرفة أنواع الحيوانات الثديية. وقيل إن ثلاث جوائز تتعلق بإنتاج نوع من السمك وعدة أنواع من أغنام (الباقا) ونوع من العسل قد خصصت لإنتاج الجزائر. ومن جهة أخرى أنشأت وزارة الحربية معرضا دائما للانتاج المتطور من المستعمرات، بناء على تعليمات الحكومة وإشراف الجمعية (٢).

تلك هي بداية البحث في مجالات العلوم بالجزائر على يد الفرنسيين. وبالتدرج أخضع هؤلاء كل إمكانات البلاد، بما فيها أهلها، لخدمة الاقتصاد والأمن الغذائي الفرنسي. وكان لتطور البحوث وإنشاء المعاهد المتخصصة


(١) من أعضاء الجمعية: الحاكم العام راندون، واللقيط (الجنرال) يوسف، ومدير الحدائق الاستعمارية أوغست هاردي. وفي سنة ١٨٦٠ كان عدد الأعضاء الفرنسيين من الجزائر ١٣٥، وهو عدد لا يفوقه سوى عدد أعضاء الجمعية الباريسية.
(٢) اعتمدنا في هذا الموضوع على كتاب م. أسبورن M. ASBORNE . (الطبيعة ...)، ص ١٤٨ - ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>