للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا. ومن تعليقاته هنا أن البربر هم الذين قطنوا بلاد المغرب ودافعوا عنها ضد الأمم الأجنبية، قبل العرب. ثم قص قصة افريقش وكيف جاء بالعرب على رأس التبابعة الحميريين وأقام ببلاد المغرب فترة ثم رجع عنها، تاركا وراءه، كما قال المؤلف، قبيلتي كتامة وصنهاجة الحميرتين. وقد اندمجت القبيلتان في البربر وتكلموا لغتهم وتزيوا بزيهم وخدموا ملوكهم، إلى أن لم يبق لكتامة وصنهاجة ذكر في العرب. وبقي البربر هم أسياد بلاد المغرب إلى أن حل به الإسلام فرجحت الكفة للعرب من أجل الدين. وفي هذا الفصل أيضا حديث عن قبيلة قريش وغيرها من العرب والعائلات المتفرعة والتي لعبت دورا في المنطقة.

أما الفصل الثالث، وهو قصير جدا، فقد خصصه لقبيلة زناتة أو الموجود منها في غريس والذين اندمجوا في الحشم، وقد استبعد أن تكون زناتة من العرب، ولكنه قال إنها قد اندمجت في البربر. ويعرف الزناتيون من غيرهم بعد استبعاد العناصر الأخرى، فهم ما عدا الأشراف والأجواد والعرب الآخرين (١).

والطيب بن المختار من أقارب الأمير عبد القادر، وقد ذهب إليه في الشام وزاره في فرنسا سنة ١٨٦٥، ومدحه بالشعر، وظل على صلة به طيلة حياته، وقد تولى القضاء في الجزائر، ربما بتدخل من الأمير. وظل في القضاء إلى تقاعده سنة ١٨٨١، وكان عضوا، في مجلس معسكر خلال الخمسينات، وعضوا في لجنة قاستنبيد في الستينات، وهي لجنة وضعت أسسا لسير القضاء الإسلامي والتدخل في شؤونه وأخذ صلاحيات القضاة المسلمين وإعطائها إلى قضاة الصلح الفرنسيين (٢). وكان قد درس على


(١) يذكر الهاشمي بن بكار أنه استلف نسخة (القول الأعم) من خزانة الحاج العربي بن عبد الله شنتوف.
(٢) كريستلو (المحاكم)، ص ٥٢ - ٢٧٧، ويقول هذا المصدر إن الطيب بن المختار كان متهما بقتل ابن عم له. وكان متزوجة من عائلة بوطالب. وله أخ عمل أيضا في القضاء إلى تقاعده. ويقول كريستلو إن الصلة مع الأمير قد دعمت لأسباب سياسية. =

<<  <  ج: ص:  >  >>