للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء بهما افريقش بن صيفي مع من أنزل بإفريقية من الحامية. كما ذكر ابن خلدون أن الزواوة من كتامة، وبذلك يكون الزواويون من العرب العرباء، أي القحطانية الحميرية، فهم أبناء يعرب بن قحطان (١). وفي رأي الزواوي أن هناك شواهد تؤكد ذلك، منها الأسماء والأعلام اليمانية الباقية إلى الآن في زواوة. من ذلك ما وجده في بعض المصادر (الرحلة الحجازية) من أن الذي بنى سد مأرب الشهير هو (آيت عمرو، ملك سبأ)، والمعروف أن سبأ هو أخ حمير. وقد لفتت لفظتا (آيث عمرو) نظر الزواوي لأنهما مستعملتان في الزواوة. ثم استشهد باسم (تيزي أمقران) الموجود علما على قرية أو مكان شرقي الخليج العربي - الفارسي. ومن ذلك تشابه الخط الحميري والبربري (الخط المسند) (٢). ومن ذلك أيضا كلمة (ذو) المشهورة في اليمن والتي استعملها الحميريون حتى سموا بالأذواء، ومنهم يزيد بن النعمان المعروف ذو الكلاع، ورأى الزواوي أن أصل ذلك هو كلمة (آيث) التي تعني (ذوي) عند الزواوة.

والخلاصة عنده أن كتامة وصنهاجة من حمير وأن حمير يرجع إلى يعرب بن قحطان. (فالزواوة إذن عرب مستعربة وعرب عرباء بأصلهم المتقدم). فهم عرباء لأنهم حميريون وهم مستعربة لأنهم دانوا بالإسلام والقرآن الذي نزل على محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو من ولد إسماعيل المستعرب (٣).

وأخيرا نذكر أن الزواوي قد أهدى كتابه إلى شخصية شريفة أيضا، تقيم في الناحية وتحتفظ لنفسها بنسب قديم، وهو أحمد بن علي الشريف (الهاشمي العلوي الفاطمي الزواوي). وقد خاطبه بقوله: (مولاي، كان


(١) الزواوي (تاريخ الزواوة)، ص ١٢ - ١٥.
(٢) نفس المصدر، ص ١٩ - ٢١. ذكر أن اطلع في المجلة الآسيوة أن علماء الآثار اكتشفوا الخط الحميري في قرية من قرى أفريقية وكان منقوشا على حجر، ص ٢٢.
(٣) نفس المصدر، ص ٢٢ - ٢٦. من شواهده أيضا أن كثيرا، من طباع البربر وأخلاقهم وعاداتهم متماثلة ومتمازجة بطبائع العرب مثل اتخاذ البيوت من الوبر والشعر والطين والحجر والظعن والإقامة، والشجاعة والكرم وركوب الخيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>