للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الموظفين الرسميين وقتل الدرقاويين. وقد قلنا إن الكتاب يتعرض أيضا لدور محمد علي باشا مصر في احتلال الجزائر، وهو الدور الذي لم يتحقق، ولحلول نائب باي تونس بوهران أيام المارشال كلوزيل.

وإذا غربلت هذه الأفكار كلها، فقد تجد المشرفي من دعاة النفوذ الشريفي (حكم سلطان المغرب) في الجزائر. فأنت تراه يقف ضد العناصر الأخرى فيها، من الفرنسيين إلى العثمانيين، وضد تدخل تونس في وهران، وتحالف قبائل الزمالة والدوائر مع الفرنسيين. أما الجهة التي لم يهاجمها فهي النفوذ المغربي، كما ذكرنا.

ومهما كان الأمر فإن للمشرفي آراء أخرى حول نفس الموضوع في كتبه العديدة. فله رحلات وأشعار وكتب تاريخية وكنانيش. وقد عالجنا ذلك في بحث عن حياته ومؤلفاته (١). أما طرس الأخبار فيظل متميزا بروح خاصة، وكأن صاحبه ألفه ليدلي بدلوه في الحياة السياسية عندئذ، فهو من هذه الناحية يشبه كتاب (المرآة) لحمدان خوجة، إذ يعالج مثله القضايا الساخنة عن قرب شخصي يجرده أحيانا من الموضوعية. وقد قيل إن محمد بن أبي شنب قد حقق طرس الأخبار، ولعله فعل أو بدأ فقط في تحقيقه، ولكنه لم ينشر لا أثناء حياته ولا بعد وفاته. ثم حاول الشيخ علي أمقران السحنوني تحقيق الكتاب بإشرافنا ووضع له خطة ومقدمات، ثم توقف عن عمله ولا ندري أين وصل فيه. وقد علمنا أنه اعتمد على سبع نسخ تقريبا، بعضها مصور فقط عن نسخ أخرى. ومعظمها في المغرب الأقصى (٢).


(١) انظر (مؤلفات المشرفي) في كتابنا (أبحاث وآراء)، ج ٢. وسبق أن نشرناها في مجلة (الثقافة) عدد خاص بالأمير ١٩٨٣.
(٢) علي أمقران السحنوني، مخطط تحقيق (طرس الأخبار)، قدمه إلي في ٢ فبراير ١٩٨٣. ومن النسخ نسخة الكتاني بالخزانة العامة، الرباط، ٤٩٦ ك، ونسخة المكتبة الملكية بالرباط ١٤٧٦، ونسخة أخرى بالخزانة العامة - الرباط ٦٥٣٣، وأخرى فيها ٤٩٦٥، بالإضافة إلى نسختي المصورة، والنسخة التي قيل إنها عند ابن أبي شنب. وقبل وفاته ببضعة أشهر أرسل إلي المرحوم السحنوني نسخة من خطة بحثه عن طرس الأخبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>