للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي مست الارستقراطية (الأجواد) العربية بصفة عامة، مثل قانون الأرض سنة ١٨٦٣، وسنة ١٨٧٣.

ومن الملاحظ أن ولد قاضي ألف تاريخ الزمالة والدوائر (قبيلته) بعد أن يتخلص من الاتهام في التورط المذكور. وقد اعتبره بعض المؤرخين عملا دعائيا لصالح العائلة من جهة وصالح القضية الوطنية (الأهلية) من جهة أخرى (١). أما الكتاب نفسه فقد تحدث فيه عن دور القبائل المذكورة، وعن واقعة وادي التافنة التي حضرها. وأظهر فضل الزمالة والدوائر على الفرنسيين باعتبارهم أول من دخلوا تحت حكم فرنسا (١٨٣٥)، وخاطروا بأنفسهم، وشاركوا في الحروب مع الفرنسيين وتعرضوا لذلك لهجومات الأمير عبد القادر، وقطع رأس زعيمهم مصطفى بن إسماعيل، بينما أصبح أولاده بعده مهملين. وقد اتبعوا نصيحة المارشال بوجو، بعد أن قسم الأرض عليهم جزاء لهم على خدمتهم، ونصحهم بحيازة الأرض والبناء عليها، وبذلك أحيوا الأرض الموات. أما الآن (الثمانيات) فقد سادهم القلق حول أملاكهم، إذ أن الدولة الفرنسية واحدة ولا يمكن تغيير المعاهدات حتى لو حدث تغيير في نظام المخزن. فكيف تسترجع فرنسا ما منحت أو تنقض عهدا التزمت به؟ إن ذلك أمر، كما قال (تشمئز منه النفوس وينكره العقل) (٢).

٦ - وقريبا من هذا التاريخ ألف أحمد بن عبد الرحمن الشقراني رسالة في التاريخ سماها القول الأوسط في أخبار بعض من حل بالمغرب الأوسط. وهو عنوان كبير ومحتوى يوحي بالشمول، ولكنه في الواقع كتاب صغير وأخباره محدودة. لا ندري ما الوظائف التي تولاها الشقراني وكيف عاش حياته المادية ولا العلمية. ولكن ثقافته، كما تظهر في كتابه، تدل على أنه من النخبة المتعلمة والمتسيسة أيضا، ويعبر الشقراني عن مواقف مضطربة


(١) كريستلو، مرجع سابق، ص ٢٣٦، هامش ٣٠. وقد ذكره المزاري أيضا في طلوع سعد السعود، مما يبرهن على أنهما متعاصران. انظر الطلوع، ج ٢، ص ١٥٦ - ١٦٢، وقد نقل عنه بعض الأمور.
(٢) أحمد ولد قاضي (كتاب الدوائر والزمالة)، وهران، ١٨٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>