للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جهة أخرى. وكانت مذكرات الشريف الزهار ستكون في نفس الأهمية لو بقي منها القسم الذي يصف الاحتلال. أما القسم الذي نشره الشيخ أحمد توفيق المدني منها فهو يشبه الكتاب الأول من المرآة. ومع ذلك ذكرنا المرآة في تاريخ الجزائر وصنفنا كتاب الزهار في المذكرات للسبب الذي ذكرناه هناك (١).

٢ - رسالة (مشروع) ابن عزوز: في حدود منتصف القرن الماضي ألف الحسين بن عزوز رسالة جعلها في شكل وصية أو مشورة عن وضع الجزائر عندئذ، واقترح حلولا سياسية وإدارية تقدم بها إلى الفرنسيين. ولأهمية صاحب الرسالة وما جاء فيها من أفكار أصبحت في الواقع عملا في التاريخ وإن لم تكن كذلك في وقتها.

كتب الحسين بن عزوز رسالته من سجنه في جزيرة سان مرغريت الفرنسية. وكان قد نفي إلى هناك بعد إلقاء الفرنسيين القبض عليه حوالي ١٨٤٥؟. وكان ابن عزوز قد تولى للأمير عبد القادر على منطقة الزيبان أوائل الأربعينات. وكان من رجال الدين، ومن المتعلمين والمحاربين الشجعان. وهو أحد أبناء محمد بن عزوز، مقدم الرحمانية أوائل القرن ١٩، كما أن أخاه مصطفى هو الذي أسس زاوية نفطة. وكانت معرفة الحسين بالمنطقة وبالأوضاع العسكرية والسياسية في عهد المارشال بوجو قد أهلته لكتابة رسالته.

ولكنه لم يكتب تاريخا وإنما كتب ما كتب ليقترح حلولا (للمشكل الجزائري) في نظره. وكان يظهر على أسلوبه التواضع والحذر معا، كما كان يتنصل من بعض ما قام به في الماضي. وتبلغ الرسالة حوالي ٢٤ صفحة. وهي تقترح عدة أمور من بينها: إعلان ابن ملك فرنسا (وكان له ثلاثة أولاد، ولعله يقصد الدوق دومال الذي أصبح حاكما عاما للجزائر بعد انتهاء مهمة بوجو)، ملكا على الجزائر، ومعرفة الفرنسيين والجزائريين لغة بعضهم


(١) انظر فقرة المذكرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>