للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكار إن ابن الأعرج قد ترجم للأمير عبد القادر في كتابه (اللسان المعرب) (١). ولكننا ما نزال في حاجة إلى وصف دقيق لكتابي ابن الأعرج ولا سيما ما يتعلق فيهما بتاريخ الجزائر.

٦ - تاريخ الجزائر في القديم والحديث للشيخ مبارك الميلي، يعتبر الأول من نوعه فيما نحن بصدده، وهو التاريخ للجزائر عامة وفي مختلف العصور وبطريقة جديدة. ولذلك فإن الكتاب وصاحبه يستحقان منا وقفة طويلة. ولنبدأ بحياة المؤلف.

ولد الشيخ محمد مبارك الميلي الهلالي في قرية أورمامن في الميلية حوالي ١٨٩٨ (١٨٩٦؟) وتيتم وهو في الرابعة من عمره (٢). ولكن عائلة جده كفلته إلى أن بلغ العاشرة، وتقدم في حفظ القرآن على يد الشيخ أحمد بن الطاهر مزهود، وكان حفظه للقرآن في أولاد مبارك. وكان يرغب في مواصلة التعلم، ولكن أقاربه أرادوه على العمل معهم فيما هم فيه للمعاش مثل الفلاحة والرعي، وقد فعل ذلك على مضض مدة أربع سنوات، ولكنه لم ينقطع عن طموحه في التعلم، فهرب إلى زاوية الشيخ الحسين بسيدي خليفة، ثم أعاده أهله منها، ثم هرب مرة أخرى إلى مدرسة الشيخ محمد الميلي المعروف بابن معنصر فوجد فيها ضالته (٣). واقتنع أهله برغبته في


(١) الهاشمي بن بكار (مجموع النسب)، ص ٣٥٩.
(٢) ذكر سعد الدين بن أبي شنب (بعض المؤرخين العرب) في (المجلة الإفريقية) ١٩٥٦، ص ٤٨٠، هامش ٢٥، أن الميلي من مواليد ١٨٨٠.
(٣) حياة الشيخ معنصر بسطناها في فصل التعليم العربي/ الإسلامي. وقد أضاف محمد علي دبوز بعض المعلومات الهامة عنه نذكرها فيما يلي: فهو (المعنصر) من تلاميذ الشيخين المجاوي والونيسي. وأصله من جهة الأوراس. ولد حوالي ١٨٧٠، ودخل المدرسة الكتانية فى قسنطينة، وسكن الزاوية التجانية، زاوية ابن نعمون سابقا، (مسجد ابن المطماطية). وبعد تخرجه دخل السلك القضائي. وقد أصبح عدلا في شلغوم العيد، ثم في ميلة نفسها. ونظرا لقلة الوظائف القضائية بعد الاعتداء على حقوق القضاء الإسلامي، عين مدرسا للعربية في إحدى المدارس الفرنسية. ثم ظهر له أن ينشئ جامعا ومدرسة سنة ١٩٠١ أصبحا مركزا هاما لجلب التلاميذ من ميلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>