الإبراهيمي، رئيسها، أصبح المدني هو رئيس تحرير البصائر، وقد حرر فيها مقالات افتتاحية هامة أثناء الثورة. وحين توقفت البصائر وأعلنت الجمعية انضمامها إلى جبهة التحرير، ١٩٥٦، التحق المدني بالقاهرة وأصبح عضوا بارزا في جهة التحرير، خطيبا وداعية، ومؤلفا ووزيرا. وممثلا للجزائر في الجامعة العربية. أما في المجال العلمي فقد انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وتولى تنشيط المركز الوطني للدراسات التاريخية، ونشر عدة كتب في التاريخ. وقد توفي في ١٨ أكتوبر، سنة ١٩٨٣ (١).
وللمدني مؤلفات عديدة معظمها في التاريخ العام للمغرب العربي (شمال افريقية) والجزائر خاصة. فكتابه:
١ - (المسلمون في جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا) داخل إلى حد كبير في تاريخ المغرب العربي. يضاف إلى ذلك:
٢ - مسرحية حنبعل الأدبية - التاريخية. وكل كتبه نشرت وهو في الجزائر إلا ثلاثة منها، وهي:
١ - تونس وجمعية الأمم، ١٩٢٣، وهو مترجم إلى الفرنسية، ويعتبر من كتب الدعاية للقضية الوطنية التونسية.
٢ - والحرية ثمرة الجهاد، وهو عن نضال إيرلندا ضد الإنكليز، تونس ١٩٢٣.
٣ - الأجزاء الثلاثة الأولى من تقويم المنصور.
أما الكتب التي أصدرها وهو في الجزائر فنذكرها حسب تواريخها، وهي جميعا في تاريخ الجزائر وجغرافيتها إلا ما يظهر من عنوانه أنه خارج عنها أو متصل بها من بعيد مثل حنبعل، وقرطاجنة، وصقلية. وقبل أن نذكر هذه المؤلفات ونتحدث عن بعضها نذكر أن المدني كان يغتنم الفرصة ويعبر
(١) عن حياته الأولى انظر مذكراته، وكذلك سعد الدين بن شنب (بعض المؤرخين العرب) في (المجلة الإفريقية)، ١٩٥٦، ص ٤٨٦، هامش ٦٩.