عن رأيه الخاص في التاريخ الوطني حتى في الكتب التي تبدو بعيدة عن موضوع الجزائر بعناوينها. ذلك أن أطروحته الرئيسية هي التوجيه السياسي للشباب وبعث الوطنية التي يسميها (الملية)، في نفوسهم والدعوة إلى التحرر من الاستعمار الحديث بإدانة الاستعمار القديم (الروماني)، وإظهار شخصية بلاد المغرب المزيجة من البربر والعرب، وإبراز علاقاتهم بالمشرق قديما وحديثا. وهذه الأطروحة مكررة في معظم كتابات الشيخ المدني. وكان شعاره هو: الإسلام ديني، والعربية لغتي، والجزائر وطني. وهو الشعار الذي أصبح على لسان الحركة الإصلاحية، ولا ندري من تفون به أولا. وإليك الآن قائمة كتبه التي ألفها في الجزائر حسب تواريخ ظهورها:
١ - الجزآن الرابع والخامس من تقويم المنصور ١٩٢٦، ١٩٢٩ (١).
٢ - تاريخ شمال إفريقية أو قرطاجنة في أربعة عصور، تونس ١٩٢٧. وقد استعمل فيه الخرائط والصور، ووضع رسومه الفنان عمر راسم، وتأثر به الشيخ الميلي حسب رواية سعد الدين بن شنب، وهو على كل حال من بين مراجعه، كما لاحظنا.
٣ - كتاب الجزائر، الجزائر، ١٩٣٢، وهو من وحي الاحتفال بالاحتلال سنة ١٩٣٠ ونبش الجروح من قبل المستعمرين. وسنتحدث عنه بعد قليل.
٤ - محمد عثمان باشا وخلاصة تاريخ الأتراك بالجزائر، الجزائر ١٩٣٨. وهو عن حياة أطول الدايات عهدا، وحكما، وربما أصلحهم. وقد أعيد طبعه بعد الاستقلال.
٥ - جغرافية القطر الجزائري، الجزائر ١٩٤٨. وهو الأول من نوعه بالعربية، وكان موجها إلى طلبة المدارس التي تشرف عليها جمعية العلماء.
(١) طبع منه في تونس ١٩٢٢، ١٩٢٣، ١٩٢٤، وهو تقويم شمل أبوابا في الأدب والتاريخ والسياسة والجغرافية والفنون، بالإضافة إلى الإحصاءات والأحداث.