للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلزاميا في جميع المراحل (١). وقد نادى المؤتمر العام لحزب الشعب الجزائري سنة ١٩٣٨ بإصدار مرسوم يجعل تعلم اللغة العربية إجباريا في جميع المستويات على غرار الوضع في المغرب وتونس والمشرق العربي. كما طالب بتأسيس كلية للأدب العربية بجامعة الجزائر إلى جانب تدريس التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع باللغة العربية، وتحويل المدارس الثلاث الرسمية إلى جامعات إسلامية يدرس فيها بالعربية أساتذة مسلمون (جزائريون) (٢).

وفي (البيان الجزائري) الذي صاغه وقدمه فرحات عباس باسم الشعب الجزائري إلى الحلفاء سنة ١٩٤٣، وردت المطالبة بالاعتراف باللغة العربية لغة رسمية على قدم المساواة مع اللغة الفرنسية (٣). وقد أكدت ذلك مختلف الوثائق الرسمية الصادرة عن فروع الحركة الوطنية بين ١٩٤٥ و ١٩٥٤. ونتيجة لذلك الضغط المتواصل واعترافا بالأمر الواقع أعلن الفرنسيون سنة ١٩٤٧ في القانون الخاص بالجزائر أن تعليم اللغة العربية سيكون إجباريا ورفعوا عنها صفة اللغة الأجنبية (٤).

...

ومنذ الثلاثينات قامت السلطة الفرنسية بحملة منسقة ضد اللغة العربية باعتبارها أحد مقومات الهوية الوطنية. وتجلت الحملة في إغلاق المدارس


(١) عبد الحميد زوزو (دور المهاجرين الجزائريين في الحركة الوطنية)، ط. ١٩٨٠، ص ١٨٨ - ١٨٩. وكان النجم قد طالب منذ ١٩٢٧ في بروكسل (بإنشاء المدارس باللغة العربية). انظر محفوظ قداش (تاريخ الحركة الوطنية)، ٢/ ٩٠٩.
(٢) المؤتمر العام لحزب الشعب الجزائري، ٢٣ - ٢٤ غشت، ١٩٣٩.
(٣) انظر (الحركة الوطنية)، ٣/ ٢٦٤.
(٤) عبد الرحمن العقون (الكفاح السياسي والقومي) ٣/ ٤٤. عن (حرية تعليم اللغة العربية) كما جاء في ملحق (البيان الجزائري) ٢٦ مايو ١٩٤٣، انظر محفوظ قداش (تاريخ الحركة الوطنية) ٢/ ٩٥٢. وعن موقف حزب البيان سنة ١٩٤٨ وهو (ترسيم اللغة العربية والتعليم الإجباري بها) انظر قداش ٢/ ٩٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>