للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحصول على وظيفة، سنة ١٨٨٩ أيضا (١).

وأثناء شهرته كلفته السلطات الفرنسية بدراسة الوضع في زواوة سنة ١٨٨٧. وكانت زواوة محط أنظار هذه السلطات منذ أوائل الثمانينات حيث انطلقت فيها جنود (الأباء البيض) الكاردينال لافيجري. وزارها عدد من الوزراء الفرنسيين. وبدأت فيها بعض المدارس الابتدائية مع إجبارية التعليم. وفي هذا الجو من الاهتمام ذهب ابن سديرة إلى أعماق جرجرة، وبعد البحث والدراسة في العادات والتقاليد واللغة والتوجهات نشر بحثه تحت عنوان (مهمة في بلاد القبائل حول اللهجات البربرية وإدماج الأهالي) (٢). وهو عنوان يوضح المهمة الأساسية التي كلف بها. ولم نطلع على الكتاب لنعرف وجهة نظره في إدماج الأهالي. وفي هذه السنة نشر ابن سديرة أيضا عملا عن اللغة البربرية، وهو العمل الذي أشاد به أبو القاسم بن الشيخ في جريدة المبشر (٣). إن تكليفه بهذه المهمة يدل على ثقة الإدارة الفرنسية فيه علما وسلوكا. وكان إيميل ماسكري، مدير مدرسة الآداب العليا، قد قام أيضا في نفس المكان (زواوة) بنفس المهمة قبل ذلك. وفي هذه الأثناء (١٨٨٠) حل بالجزائر رينيه باصيه، أستاذا في المدرسة المذكورة ومؤسس الدراسات البربرية. وباصيه هو الذي عرف كيف يوظف ابن سديرة وابن شنب وبوليفة لخدمة طموحات الاستشراق والاستعمار. ففي ١٨٩١ نشر ابن سديرة كتابا آخر عن تدريس العربية خاطب فيه التلاميذ الجزائريين بقوله: (إن اللغة الفرنسية هي لغتكم الأم) (٤).

والواقع أن ابن سديرة قد ساهم في تسهيل تعلم العربية الدارجة على


(١) هذه المعلومات موجودة في (كتاب الرسائل في جميع المسائل)، جوردان، الجزائر، ١٨٩٣. وقد سماه أحيانا (الدروس التدرجية من الرسائل العربية المخطوطة).
(٢) طبع الجزائر، ١٨٨٧، وهو مكتوب بالفرنسية. انظر أيضا فصل مذاهب وتيارات.
(٣) المبشر، ٨ أكتور، ١٨٨٧. لعل هذا العمل هو نفسه تقرير المهمة المذكورة. وأبو القاسم بن الشيخ هو صاحب (تعريف الخلف).
(٤) الكتاب ط. الجزائر، ١٨٩١. انظر بحث إبراهيم الونيسي عن جريدة المبشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>