للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوازع الأدبية بين الرجلين، وربما كان القاضي شعيب يطلب الإجازة منه. وبدايتها: (المولى الذي يعتقد قلبي محبته، وتود عيني رؤيته، تاج رؤوس الأقران، وبديع العصر والأوان، العلامة الدراكة سيدي محمد المكي بن عزوز). وكان هذا قد أرسل أيضا رسالة إلى القاضي شكيب. ووصلت رسالة أخرى إلى هذا القاضي من أحد أدباء تونس اسمه محمد الشافعي بن محمد النفطي الذي قيل عنه إنه كان كثير الترحال وذلك سنة ١٣٣٠ هـ. ومع الرسالة قصيدة مدح تعبر عن الرغبة في زيارته (١). ولا نعرف أن القاضي شعيب قد تراسل مع علماء مشارقة، أمثال الأفغاني ومحمد عبده، فقد كان معاصرا لهما واكتسب بعض الشهرة على إثر مشاركته في مؤتمر المستشرقين بالسويد سنة ١٨٩٢. وقد ذكره محمد أمين فكري باشا في كتابه (إرشاد الألبا) (٢). ونعتقد أن هناك مراسلات للقاضي شعيب مع غير هؤلاء أيضا مثل مراسلته مع قاضي وجدة، ومع بعض علماء المغرب المعاصرين، ومنهم عبد الحي الكتاني وأحمد سكيرج (٣).

ولو جمعت مراسلات الأمير عبد القادر مع غير الجزائريين من الأعيان والأداء لجاءت ربما في مجلد. فالرجل كان علما من أعلام العصر، وكان قاصدا ومقصودا في حياته. كتب مجيبا على أسئلة، وكتب مستفسرا. وكتب شاكرا ومادحا، ومعزيا ومهنئا، ونحو ذلك. وقد دارت بينه وبين الشيخ أبي الهدى الصيادي، والشيخ محمد عبده مراسلات وهو في آخر عمره، وراسل وزراء تونس في شأن المقرانيين وفي شأن ناصر بن شهرة وغيرهم. وربما كتب إلى الخديوي إسماعيل باشا عند مروره بمصر متوجها إلى الحجاز، وبعد حضوره افتتاح قناة السويس.


(١) نفس المصدر.
(٢) محمد أمين فكري باشا (إرشاد الألبا إلى محاسن أوربا)، القاهرة، ١٨٩٢، ص ٦٠٨، ٦٤٩ ويبدو لنا أن علماء الجزائر كانوا لا يتراسلون مع علماء المشرق خوفا من الإدارة الفرنسية.
(٣) انظر مخطوط ك ٤٨، مرجع سابق، وكذلك عبد الحي الكتاني (فهرس الفهارس).

<<  <  ج: ص:  >  >>