للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيب بن المختار إلى الأمير عبد القادر، وهي في وصف ما آل إليه حال العلم في الجزائر وحالة الجهل التي أصابت أهلها والترميز إلى الوضع السياسي المتردي (وإسناد الأحكام إلى غير أهل الرياسة). وديباجتها هي قوله مخاطبا الأمير: (سيدي الذي أستند في جميع أموري بعد الله إليه، ومولاي الذي أعتمد بعد الاعتماد على الله عليه، رب المحاسن التي صورها على منصة التنويه تجلى، والأحاديث التي لا تمل على كثرة ما تملى). وقد حلى الرسالة بشعر له وآخر لغيره، كما هي عادة الأدباء في أغلب الأحيان. ثم شكا الطيب بن المختار من الأوضاع المشار إليها فقال إنها (مجالسة الجهال فجرا والحال أنه ذهب من العمر أكره ... فمن استعاذ من شيء فليستعذ مما نحن فيه، كيف وقد أسند الشيء لغير أصله، ووسد الأمر لغير أهله، ... وقد تصدى من هذا الجنس أقوام لإلحاق الفرع وهيهات، بأصله، ووضع الشيء وليت شعري، في غير محله، فعدموا التوفيق، لتعاطيهم الرواية وما رووا، ودعواهم الدراية وما دروا، فرأوا إقامة الجمعة في غير الجامع، وراموا القياس بقطع النظر عن الأمر الجامع، فكان الأخذ عنهم ضلالا) (١).

ولم نطلع على نماذج من المراسلات التي قيل إن الشيخ محمد بن يوسف أطفيش تبادلها مع بعض المعاصرين مثل الشيخ محمد عبده. ونظن، بعد معرفتنا لأسلوب الشيخ أطفيش في بعض تأليفه، أن رسائله ستكون مختصرة وغير مسجعة، مع العناية باللغة والنحو، ولكن العناية أكثر بالموضوع (٢).

ولو رجعنا إلى ما دار بين علماء الجزائر وعلماء العصر من مراسلات لملأنا صفحات. إن أمثال المجاوي وأطفيش وابن باديس والعقبى والإبراهيمي والزواوي والمدني والزاهري وأبي اليقظان قد تراسلوا مع علماء


(١) تحفة الزائر، ٢/ ٢١٠ - ٢١١.
(٢) بيير كوبيرلي (محمد أطفيش ورسالته) في مجلة معهد الأدب العربي IBLA تونس، ١٩٧٢، ص ٢٦٩ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>