للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل من محمد السعيد بن زكري وعبد الحليم بن سماية تقريظا ينوه بالتفسير والتحقيق. وكان ابن زكري مفتيا ومدرسا بالقسم العالي في المدرسة الثعالبية. أما ابن سماية فكان مدرسا بالجامع الجديد وبالمدرسة الثعالبية أيضا. وكتابة المقرظين تعبر عن فن الكتابة المخضرمة عندئذ، فهي كتابة تجمع بين ازدواجية الثقافة التي ترمز إليها المدرسة الثعالبية وبين التأثر بالتطور الذي حصل في فن الكتابة بالمشرق. وقد نوه ابن زكري في عبارات تقليدية بالقرآن والمفسرين ومنهم الثعالبي، (رحالة زمانه لرواية الحديث ... إمام المتقين، وأستاذ المحققين، منهل المعارف واللطائف ... ملجأ كل خائف). كما نوه بالمحقق محمد بن مصطفى خوجة المعروف بالكمال (١).

وأسلوب ابن سماية في التقريظ أدبي وكثير التصنع والتنميق، وهو أيضا أسلوب تقليدي من محفوظات التراث. وجاء فيه (الحمد لله الذي منح أحبابه من كنز مواهبه بالجواهر الحسان، وألبسهم من مطارف المعارف ما يخرس وصفه شقائق اللسان، وعقد لهم على بساط المكارم منبرا، وتضوعت أنفاسهم الزكية بين الورى مسكا وعنبرا ...) وكذلك نوه ابن سماية بالعلم والتفسير وبالشيخ الثعالبي وبمجهود ابن الخوجة على تصحيحه للكتاب ومقابلته على سبع نسخ مع مراجعة بعض الأصول (٢).

وفي سنة ١٩١١ ظهر كتاب (القواعد الكلامية) لعبد القادر المجاوي. وهو في علم الكلام ألفه قبل وفاته بقليل، وربما كان حصيلة دروسه التي كان يلقيها على طلبته في المدرسة الكتانية بقسنطينة وطلبة القسم العالي من مدرسة الجزائر (الثعالبية). وقد قرظه تلميذه محمود كحول تقريظا قصيرا ولكن في عبارات أدبية وافية، وهي أيضا عبارات تقليدية في صيغتها يمكن أن تلصق بأي كتاب فلا ينفر منها ولا تظهر غريبة فيه. وبعد أن نوه الشيخ كحول بالمجاوي قال عن الكتاب (تابعت النظر في أبوابه السنية وفصوله


(١) تفسير الثعالبي، ط. ٢ بيروت، ١٩٨٠، ج ٤ (مصورة عن طبعة الجزائر ١٣٢٧) ص ٤٥٦ - ٤٥٨.
(٢) نفس المصدر، ص ٤٥٩ - ٤٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>