للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البهية، ووجدته سلك في هذا الفن الطريقة المثلى التي تقرب شوارده للأذهان، وتزيل ما على غوامضه من الحجب والأستار، وتدني فوائده لكل عاكف عليه). ثم ذكر أن الكتاب قد ظهر في وقت اشتدت فيه الحاجة إله، فهو سهل العبارة وأسلوبه مما يفهمه الصغار والكبار. (مع بساطة في البيان وجزالة التبيان) (١). وهكذا يكون هذا التقريظ قد صيغ في شكل الإعلان عن الكتاب.

وعندما ألف أحمد الأكحل كتابه (سائق السعادة في الحسنى وزيادة) (٢) قرظه عدد من الأدباء، وحظي كتاب (تعريف الخلف برجال السلف) لأبي القاسم بن الشيخ بتقريظ محمد بن عبد الرحمن الديسي. وكان المؤلف أيضا من بلدة الديس، وربما قد زاولا الدراسة معا، ولكن الأيام فرقت بينهما فرحل أبو القاسم إلى العاصمة حيث استقر محررا في جريدة المبشر ومدرسا بالجامع الكبير، ومكث ابن عبد الرحمن - وكان ضريرا - مدرسا في زاوية الهامل ناحية بو سعادة. وكلاهما كان من رجال العلم والأدب غير أن علم وأدب أبي القاسم كان في فائدة الإدارة الفرنسية والاستشراق، بينما علم وأدب ابن عبد الرحمن كان لفائدة التلاميذ والعلماء في القطر كله. وحين ظهر الجزء الأول من تعريف الخلف (١٩٠٦) أهدى المؤلف نسخة منه إلى ابن عبد الرحمن فبادر هذا إلى كتابة تقريظ سخي نشره المؤلف في الجزء الثاني من نفس الكتاب. وقد اعتبر ابن عبد الرحمن (تعريف الخلف) كتابا تاريخيا يصل الحاضر بالماضي ويعيد ذكرى الأجداد ويحيى النفوس لتحمل علم الوطنية. والتقريظ كالعادة جمع بين النثر والشعر.

يقول الشيخ محمد بن عبد الرحمن في تقريظه: (نحمدك اللهم يا من جعل العلم حلية الأبرار، وقنية المهتدين الأخيار ... أما بعد فإن العلم من أفضل الذخائر ... وأن من أظرف فنونه ... فن التاريخ الجليل، المعظم في


(١) المجاوي (القواعد الكلامية)، الجزائر، ١٩١١، ص ١٤٦? ١٤٧.
(٢) ط. الجزائر، ١٩. كانت لدينا عنه معلومات في بطاقات ولكنها ضاعت منا فيما ضاع لنا، وكنا قد اطلعنا عليه في المكتبة الوطنية - باريس.

<<  <  ج: ص:  >  >>