للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ارتجالية وأحيانا مكتوبة. وكان بعضها يلقى عند الوفاة وبعضها بعد حين، كإقامة ذكرى الأربعين. ولنبدأ بالإشارة إلى حفل التأبين الذي أقيم في العاصمة للخليفة حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ سنة ١٨٦١ (١). وكان الخطيب هذه المرة هو حسن بريهمات وهو الذي تقبل التعازي أيضا بتكليف من المارشال بيليسييه. وحين توفى أحمد بن محمد التجاني سنة ٧ ١٨٩ أقيم له حفل تأبين في الجامع الجديد بالعاصمة خطب فيه بعض الأيمة والمرابطين والقياد بحضور جول كامبون (الحاكم العام) على رأس من حضر من الجهاز الإداري الفرنسي.

وكثيرة هي المناسبات التأبينية والخطابة فيها. فحين توفي المستشرق موتلانسكي، مدير مدرسة قسنطينة الرسمية، أقام له الفرنسيون هناك حفلة تأبين ودعوا إليها بعض العلماء الجزائريين، فألقى هؤلاء خطبا مناسبة. ولكن مجلة (روكاي) نشرت كل الكلمات ما عدا كلمات العلماء الجزائريين لأنها - كما قالت - بالعربية! ووقع تأبين محمد بن شنب الذي توفي سنة ١٩٢٩ في حفلة أقامها أدباء وعلماء العاصمة، وحضرها الإبراهيمي والمدني والعاصمي والهادي السنوسي ومحمد العلمي وعبد القادر الحاج حمو (فكري). وقد جمعت هذه الكلمات في كتاب بعنوان (ذكرى الدكتور ابن شنب) (٢). وقد ذكر المدني في شيء من المبالغة أن مدينة الجزائر قد أقامت لابن شنب حفلة تأبين لم تعرفها من قبل ولا عرفها شمال إفريقية!.

وعند وفاة ناصر الدين ديني، الفنان الفرنسي الشهير، أقيمت له حفلة تأبين في بو سعادة إثر جلب جثمانه من فرنسا حيث توفي، وكان ذلك في آخر يناير ١٩٣١. وقد حضر الحفلة وخطب فيها الشيوخ: المدني والعقبي وغيرهما، وكلماتهم مسجلة في الصحف المعاصرة (٣).


(١) انظر قصة وفاته (مسموما؟) في الحركة الوطنية، ج ١.
(٢) انظر أحمد توفيق المدني (تقويم المنصور)، ج ٥، ١٣٤٨، ص ٢٦٢. انظر أيضا كتاب (ذكرى الدكتور ابن شنب) لعبد الرحمن الجلالي، ط ٢.
(٣) انظر مجلة الشهاب؟. وقد حالت قوانين الحرب العالمية الثانية دون إقامة حفل =

<<  <  ج: ص:  >  >>