للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواقع ولكن في أسلوب خيالي جامح. والثورات التي فشلت كانت تتحول إلى آمال أخرى في النصر، والقادة الذين استشهدوا أو نفوا كانوا يتحولون إلى مهديين منتظرين سيعودون ذات يوم بالنصر. وكان الإيمان بالمكتوب والمقدر يغذى الأمل ولا يترك المكان لليأس. وهكذا كان الرواة والقصاصون يروون في المجالس والمقاهي والأسفار والندوات الحكايات على لسان أبطالهم الواقعيين أو الخياليين. ويذهب بعض النقاد إلى أن الرواية الحديثة لم تظهر في الجزائر إلا خلال السبعينات من هذا القرن (١). وهو رأي قد ينازعه فيه نقاد آخرون في ضوء الإنتاج الذي سنذكره.

ومصادر القصص الشعبية هي في العادة الحياة الشعبية نفسها وكذلك ألف ليلة وليلة، وبالخصوص القصص الهلالية. وقد حاول بعض الفرنسيين أن يجمعوا الروايات والقصص الشفوية ويكتبوها فاستطاعوا أن يجمعوا بعضها في آخر القرن الماضي وأن يترجموها إلى الفرنسية، وقد ترجم بعضها إلى لغات أخرى أيضا (٢). وهي تضم أغاني عاطفية وحكايات وقصصا عربية وبربرية. ولا يمكننا الآن ذكر كل ما ترجم من هذه الآثار الشفوية، فهي كثيرة، ولكننا نذكر بعض ما توصلنا إلى معرفته:

١ - قصة الجازية وذياب، كما راجت في تاريخ أولاد رشاش، وهي تتناول قصة الجازية الهلالية وخليفة الزناتي وغانم بن ذياب. وقد أورد أحد الكتاب الفرنسيين إن القصة أصبحت جزءا من تاريخ أولاد رشاش. وجاء بنصوص منها. (٣)

٢ - مائة حكاية وحكاية (؟) وهي أثر أدبي منسوب إلى الحاج الباهي


(١) عبد الحميد بن هدوقة (علاقة الأدب بالسينما في بلد ينمو ...) في (مظاهر من الثقافة الجزائرية)، نشر المركز الثقافي الجزائري، باريس، ١٩٨٦، ص ١٦٧.
(٢) الأدب المغاربي The Moorish Literature، ط. منقحة، نيويورك، ١٩٠١.
(٣) فيسيير في (المجلة الإفريقية)، ١٨٩٢، سيما ص ٣١٢ - ٣٢٤. عن تغريبة بني هلال وقصة الجازية انظر مراجع تحقيقنا لكتاب (تاريخ العدواني)، ط، بيروت، دار الغرب الإسلامي، ١٩٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>