للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البوني (من عنابة). وقد قيل إن البوني كان حيا سنة ١٨٣٧، والأثر مطبوع بدون اسم صاحبه. وكان الحاج الباهي نساخا سنة ١٢٤٨، أي بعد الاحتلال بسنتين. ولكن قسنطينة عندئذ كانت ما تزال تحت حكم الحاج أحمد. فلعل الحاج الباهي انتقل من عنابة عشية احتلالها إلى قسنطينة، ذلك أن الحاج الباهي نسخ كتابين على الأقل في السلة المذكورة (١٢٤٨) للشيخ محمد العربي بن عيسى، أخ علي بن عيسى قائد جيش الحاج أحمد. وكان العربي بن عيسى من علماء قسنطينة، وله مكتبة ضخمة، وكان متوليا نظارة الأوقاف. ومن المؤلفات التي نسخها له الحاج الباهي كفاية المحتاج لأحمد بابا ونتيجة الاجتهاد للغزال المغربي. وجاء في النسخ أن الحاج الباهي هو (خديم الطلبة) - يعني العلماء - بقسنطينة. وجاء في نهاية كفاية المحتاج أنه نسخة (لسيدي الجهبذ النقاد، العالم العلامة ذى السداد، مأوى الفقراء، مولانا أبي عبد الله السيد محمد العربي ناظر النظراء، ببلد قسنطينة ذات الهواء، فما أسعده من بلد احتوى على عالم الورا) (١) إلخ.

هذه هي كل المعلومات التي نعرفها الآن عن الحاج الباهي البوني مؤلف مائة حكاية وحكاية. فهو من المعاصرين للاحتلال ومن سكان قسنطينة. ولعله عاش إلى احتلال هذه المدينة أيضا سنة ١٨٣٧. ولا ندري ما موضوع حكاياته الآن. هل فيها رموز سياسية ووصف لواقع رهيب؟ إن أحمد شريبط الأستاذ بجامعة عنابة قد أخبرني ذات مرة أنه قد عثر على النسخة الخطية لهذا الأثر الأدبي، وأنه راغب في تحقيقه، وقد طلب مني معلومات عن الحاج الباهي، فلم أستطع أن أفيده. وقتها. ولا ندري ماذا فعل السيد شريبط بعد ذلك، وما تزال تسمية النص المذكور غير معروفة أيضا.

٣ - نزهة المشتاق وقصة العشاق في مدينة ترياق في العراق، ط. الجزائر ١٨٤٨. وهذه الرواية ألفها أحد المترجمين الأجانب واسمه إبراهيم


(١) المكتبة الوطنية، الجزائر، مخطوط مجموع رقم ١٧٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>