في التعليم. وقد تناول الحمامي في القصة عدة لوحات تارخية واجتماعية، ولوحات أخرى عن الاستعمار وحقوق الإنسان. وانتقد أنشطة الكاردينال لافيجري والراهب دي فوكو، كما انتقد القديس أوغسطين لأنه عارض الحركة الدوناتية التحررية في نظره. وانتقد كذلك مبادئ الرئيس ويلسون التي خيبت آمال الشعوب. وتعرض إلى ضعف أساليب التعليم في بلدان المغرب العربي، وتمجيد الأولياء، وحبذ الحمامي الحركات الإصلاحية الإسلامية، وطالب بأخذ العلوم عن الغرب (١). إن قصة إدريس نموذج جديد في تسخير الأدب لخدمة القضية الوطنية ويقظة الشعب.
...
ولنلخص الآن أهم ما عرفنا من روايات وكتابات الجزائريين بالفرنسية غير التي ذكرناها:
١ - عبد القادر حاج حمو (المعروف باسم عبد القادر فكري) نشر سنة ١٩٢٥ رواية باسم (زهرة). والظاهر أنه كان من الأوائل المتصلين كثيرا بالأدباء الفرنسيين. فقد كان عضوا في جمعية الكتاب الفرنسيين في الجزائر التي تأسست سنة ١٩٢٠. وكانت هذه الجمعية تصدر مجلة بعنوان (إفريقيا) ظهرت سنة ١٩٢٤ (استمرت إلى سنة ١٩٦٠). وأصبح فكري هذا نائبا لرئيس الجمعية سنة ١٩٥٢. ومن الجزائريين الذين كانوا أعضاء في الجمعية
(١) عن الحمامي انظر علال الفاسي (الحركات الاستقلالية)، القاهرة، ١٩٤٨، وشكيب أرسلان (حاضر العالم الإسلامي)، وبحثنا عن (شكيب أرسلان والحركة الوطنية) في تذكار نقولا زيادة ١٩٩١، وكتب أبو عمران الشيخ تقديما للطبعة الثانية لقصة (إدريس)، ١٩٧٧، في مجلة الثقافة، عدد ٤٢، ديسمبر ١٩٧٧ - يناير ١٩٧٨، ص ٧٥ - ٧٩. انظر أيضا بحث محمد بلقاسم (وحدة المغرب العربي) - ماجستير، معهد التاريخ، الجزائر. وجان ديجو (بيبلوغرافية)، ص ٤٨. ويقول ديجو إن الحمامي كتب الرواية بين ديسمبر ١٩٤١ ويوليو ١٩٤٢، وإن جريدة (الشاب المسلم) الإصلاحية قد نشرت منها قطعة في ٢ يناير ١٩٥٣.