للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجدوا ولا يهزلوا وأن يتضامنوا مع الشعب ولا ينفردوا عنه.

أما طريقة المعالجة فإننا سنذكر، بعد المدخل، الدواوين المعروفة سواء المطبوعة أو المخطوطة، وكذلك المجاميع من الشعر. وسنذكر ما نعرف عن كل ديوان أو مجموع. وإذا لم نتمكن من الإطلاع على بعضها فسنشير إلى ذلك. وبعد ذلك نعالج أغراض الشعر غرضا غرضا، مع ذكر النماذج. بقدر ما توفر أو ما تسمح به المساحة. أما القسم الثاني من هذا الفصل فسيخصص للشعر الملحون أو الزجلي، وسنحاول أن نصنفه أيضا إلى أغراض، وكذلك سنفعل مع شعر البربرية.

وفي الوقت الذي كان فيه الشعراء يواصلون رسالتهم كان بعض المتعلمين والأدباء يصنفون لهم ولغيرهم مؤلفات في علم العروض وقواعده. وهي مؤلفات ليست كثيرة إذا قيست بغيرها ولكنها تدل على الترابط بين الشعر وعلم العروض (١). ومن أوائل المصنفين في ذلك هو الشيخ محمد بن يوسف أطفيش إذ وضع كتابا سماه (مختصر الكافي في العروض والقوافي). ويدل العنوان على أن الشيخ لم يضع تا ليفا وإنما اختصر التأليف المعروف بالكافي، وهو ما فعله غيره أيضا. فقد قام المولود بن الموهوب بنظم شرح الكافي وسماه (التبر الصافي). وخدمة لهذا الاتجاه شرح إبراهيم العوامر السوفي هذا النظم وسماه (مواهب الكافي على التبر الصافي) (٢). ولكن التأليف الذي تميز عن غيره بالمنهج العلمي والأسلوب الجذاب والشواهد المفيدة هو كتاب (تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب) لمحمد بن أبي شنب. وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات، منها واحدة بتصديرنا (٣). وآخر من ألف في علم العروض وجمع بينه وبين الشعر هو الشيخ موسى نويوات الأحمدي (٤).


(١) عن العلاقة بين الشعر والموسيقى انظر فصل المنشآت الثقافية.
(٢) ط. تونس ١٣٢٣. وتوجد نسخة من هذا الشرح في المكتبة الوطنية، الجزائر، مخطوط رقم ١٦٨٠.
(٣) انظر ط. ٢، دار الغرب الإسلامي، بيروت ١٩٩٠.
(٤) المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي. ط. عدة طبعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>