للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يبق إلا الابتهال والسكن ... للقاهر المالك كل ما سكن

هذا الذي قدمته نجواي ... في رفع ضيمي وبلا بلواي

فامنن علينا بصلاح الحال ... وانقذن من شدة المحال

مولاي يا ذا المد والأفضال ... داو سقام دائم العضال

فنجمع الرفقة والأفذاذ ... من ربقة الأسر إلى اللواذ

بمنزل رحب الجناب والسعة ... ومسجد جماعة وجمعة (١)

ونعتقد أن هناك غوثيات أخرى على هذا النسق لغير مصطفى بن التهامي. فالعصر كان عصر ظلم واضطهاد واللجوء إلى الله لكي ينتقم من الظالم ويفرج الكرب بعد عجز الوسائل الأخرى عن الانتصار. ولعل من ذلك ما ذكره عاشور الخنقي من أن له (منفرجة) على نحو منفجرة ابن النحوي، وقد سماها عاشور الهاملية.

ومن الشعر الديني شعر التوسلات بالرسول وأصحابه وبالصالحين. وقد توسل عاشور الخنقي بأبي التقي وبالأشراف، كما ذكرنا، وذكر الحفناوي بن الشيخ أن لوالده رجزا في التوسل، سماه (القصيدة التوسلية) (٢). وللديسي أيضا قصيدة في التوسل.

وهناك أشعار في الصالحين والأولياء نذكر منها قصيدة إدريس بن محفوظ الدلسي. قالها في مدح شيخ الرحمانية، محمد بن عبد الرحمن الأزهري. وقد هاجر آباء الدلسي إلى تونس وأقاموا ببنزرت، فولد بها، ودرس في هذه المدينة ثم في الزيتونة. ثم أصبح مصححا في المطبعة الرسمية بتونس. ثم انقطع عن ذلك ورجع إلى بنزرت واشتغل بالعلم. وله شعر ديني غزير في مقاصد مختلفة. منه المديح النبوي وعترة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمتصوفة، وهو


(١) مراسلة أخرى من البوعبدلي بتاريخ ٣ ديسمبر ١٩٧٣. وتوفي مصطفى بن التهامي في دمشق سنة ١٢٨٠. انظر عنه أحمد تيمور (أعلام الفكر الإسلامي الحديث). وقد وقع فيه خلط بين ابن التهامي وبين مصطفى درغوث التونسي (والد عبد القادر المغربي)، انظر قصيدة الأمير الصوفية: ماذا على سادتنا ... في فقرة الشعر الذاتي.
(٢) تعريف الخلف، ٢/ ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>