محمد العيد عند زيارته لقبر الشيخ التماسيني سنة ١٩٥٦ (١)(٤٢ بيتا):
سلام وارث الختم التجاني ... عليك مبارك سامي المعاني
أقدمه أسير الذنب مضنى ... كسير القلب معقود اللسان
وقد رجحنا أن يكون محمد العيد قال هذا الشعر بعد أن قبض عليه وسيق إلى الموت ثم عفى عنه بتدخل محتمل من الزاوية التجانية. بينما نفذ الإعدام في غيره من المثقفين أمثال أحمد رضا حوحو والربيع بوشامة وعبد الكريم العقون والشيخ العربي التبسي، إلا من سجن أو هرب منهم مثل مفدي زكريا.
أما عن توبته فيقول محمد العيد في قصيدة لا ندري متى قالها، ولعلها ترجع إلى بداية الخمسينات أيضا. وهي موجهة إلى الحاج ابن عمر، شيخ زاوية عين ماضي. ولنتأمل هذا الشعر الغريب عن محمد العيد، فهو يطلب الشفاعة والضمانة من الشيخ التجاني، ويعترف أنه قد غوى بعض الوقت، ولكنه انتبه الآن، وبرهن على أنه كان منذ طفولته تجانيا. وقد كنا شككنا في أول الأمر أن يكون هذا الشعر صادرا من محمد العيد الذي نعرف شعره الآخر، غير أن التوقف عند معاني وألفاظ القصيدة وأسلوبها يدل على أنها لمحمد العيد:
يا ابن التجاني المضيء بنوره ... وشبيهه في اليأس والإقدام
كن ضامنا لي عند جدك انني ... قد همت عن واديه بعض هيام
في فترة للقلب هاروتية ... بالسحر، إضغاثية الأحلام
ثم انتبهت فلم أزل متضرعا ... متطلبا منا الرضى بدوام