للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبناء إخوته. وقد أضاف محمود بن محمد الشاذلي شعره أيضا. فأصبح لدينا ديوان جماعي من هذه الإخوانيات التي تهم مختلف جوانب الحياة في الغربة والأسر: من أطعمة وهواء وحنين ودين وتراث ومجاملات. ولا نريد أن نفصل القول في هذه الإخوانيات هنا، وإنما نحيل على ما ذكرناه حولها في موضع آخر (١). ويمكننا إضافة مساجلات الأمير مع يوسف بدر الدين المغربي أيضا، وهو في الشام (٢).

وكان الأمير ينظم الشعر في الحنين إلى إخوته كلما طال العهد بينهم أو حالت الظروف دون تلاقيهم، وقد ترجم له الفرنسيون قطعة من ذلك ونشروها في مجلة الشرق سنة ١٨٤٤ (٣)، كما نظم فيهم أبياتا يوم أن فصل الفرنسيون بينهم بعد هزيمة ١٨٤٧ (٤)، بدأها بقوله:

ألا إن قلبي يوم بنتم وسرتمو ... غدا حائما خلف الظعون يسير

رحلتم ولو تدروا رحمتم فبينكم ... لخطبي يوم للبلاء عسير

وفي هذا النطاق كان الأمير يراسل ابنه محمد بالشعر أيضا إذا سافر إلى جهات عربية أو أوروبية. وقد أرسل إليه من فرنسا سنة ١٢٧١ هـ أياتا فيها التعبير عن حب الأب لابنه. وكدنا نضم ما قاله الأمير في إخوته وأبنائه إلى الشعر الذاتي. ولكنا رأينا أن نذكر ما قاله في زوجته في هذا النوع من الشعر.

وبين الأمير وقريبه الطيب بن المختار إخوانيات، رغم أنها صيغت في شكل مدائح من الثاني للأول. وكان الأمير يجيبه شعرا أيضا، وكانت بين الطيب بن المختار وحميدة العمالي أيضا مساجلات ومراسلات. وقد تدخل


(١) انظر كتابنا (القاضي الأديب: الشاذلي القسنطيني)، ط ٢، ١٩٨٥.
(٢) (تحفة الزائر) ٢/ ٦٥، وكذلك بين الأمير وأمين الجندي عند بناء الأمير داره في دمر.
(٣) انظر ترجمة الأمير في فصل المشارق والمغارب.
(٤) حمل الفرنسيون الأمير إلى السجن في فرنسا، ثم فرقوا بينه وبين إخوته، وكان بعضهم قد هاجر إلى المغرب منذ حادثة الزمالة. ويقول في (تحفة الزائر) ١/ ٢٦٧، إن الأمير كان يتشوق إليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>