للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيب في مسألة وقعت بين الشيخ العمالي ومعاصره الشيخ أحمد بوقندورة، وانتصر فيها للعمالي. المسألة فيما يظهر فقهية - الوصية؟ - وكان العمالي عندئذ قاضيا ثم تولى الفتوى. والعمالي هو الذي مهد لتدخل الطيب بقوله: (لما وقف العلامة النحرير، اللوذعي الشهير، خاتمة البلغاء وواسطة عقد الأدباء، السيد الطيب بن المختار، على ما كتبته أنا وما كتبه المخالف في نازلة السيد أحمد بوقندورة التي اضطربت فيها الآراء، وبان فيها تعصب المخالف ومصادمته للشريعة الغراء، واشتهر ذكرها (أي النازلة) حركته الغيرة على الشريعة، لما جبل عليه من الإنصاف، وجودة القريحة، فقال مادحا لي بقصيدة غراء فريدة:

بشراك قد وفت بذاك الموعد ... سلمى، وقد برزت في زي مفرد

فنزه لحاظك في بديع جمالها ... واشهد، فديتك! حسن ذاك الفرقد

واقصر مرادك عند وقف مرادها ... متمثلا في صورة المتهجد

ومدح فيها العمالي بحسن الخطابة والوعظ. ثم انتصر له ضد بوقندورة. وختمها بقوله:

أخلاق أحمد لا أقوم بعدها ... ولو أنني خصصتها بمجلد (١)

وقد توفي العمالي سنة ١٨٦٦، وطال عهد بوقندورة. وكان هذا مندمجا في الحياة العامة ومقتربا من الفرنسيين، حسبما تحدثت عنه المصادر المعاصرة، مثل الشيخ محمد بيرم الخامس والسيدة بروس (٢). وقد هجاه الطيب بن المختار بقصيدة بدأها بالتأسف على ما وصلت إليه حالة الجزائر حتى يجد فيها أمثال بوقندورة المكانة التي هو فيها. ويبدو أن الشاعر كان


(١) كناش حميدة العمالي، والقصيدة في نحو ٥٠ بيتا. وقد نسخها البوعبدلي، مراسلة منه في ٣ ديسمبر ١٩٧١.
(٢) عن العمالي وبوقندورة انظر فصل السلك الديني والقضائي. وقد التقى بيرم بالشيخ بوقندورة سنة ١٨٧٨. كما حضر بوقندورة تأبين الشيخ أحمد التجاني سنة ١٨٩٧. وبعد وفاته تولى مكانه في الفتوى ابنه محمد بوقندورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>