للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمس النظام الاستعماري كله في شخص بوقندورة الذي أصبح مفتي المذهب الحنفي، إذ شمل الشاعر بالتأسف أيضا مدينة معسكر، واتهم بوقندورة بالجهل، واستغرب كيف وصل مثله إلى ولاية الفتوى. ورغم مبالغة الشاعر، فإن ما قاله عن بوقندورة يصدق على معظم رجال السلك الديني والقضائي في العهد الفرنسي. يقول الشاعر:

لقد أشفقت من أرض الجزائر ... كما أشفقت من أم العساكر

يحق لها البكاء من أجل مفت ... جهول بالموارد والمصادر (١)

وبين الأمير وكاتبه السابق، قدور بن رويلة، إخوانيات أيضا. وأثناء عهد المقاومة بدأ الأمير قصيدة في (تلمسان) ووصل فيها إلى ثمانية أبيات، ثم ترك لابن رويلة أن يكملها، فأضاف إليها أبياتا من عنده في شيء من التكلف والصنعة، لأنه كان ناثرا لا شاعرا. ومنها في وصف تلمسان التي شبهها بفتاة خجولة وعفيفة:

ولم تسمح العذرا إليه بعطفة .... ولم يتمكن من جميل سناها

وشدت نطاق الصد صونا لحسنها ... فلم يتمتع من لذيذ لماها (٢)

ومن الأبيات التي بعث بها ابن رويلة من الحجاز إلى الأمير في بروسة، قوله:

أخي نلت الذي قد كنت تطلبه ... وفزت دوني بما ترجو وترغبه (٣)

ويقصد بذلك إطلاق سراح الأمير من الأسر، وحلوله بالمشرق، كما كان قد اشترط على الفرنسيين أول مرة.

وقد ترك لنا مصطفى الكبابطي أبياتا إخوانية. ومن ذلك التهنئة بزواج ابن صديق:


(١) كناش العمالي ومراسلة البوعبدلي.
(٢) عن التقاء الأمير بابن رويلة في المشرق انظر فصل المشارق والمغارب.
(٣) والحاجري (جوانب من الحياة العقلية)، ١٩٦٨، ص ٧٧ - ٨٠، والهاشمي بن بكار (مجموع النسب)، ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>