لقد لاح فجر السعد غر نجومه ... فتحرسه رجما على كل شيطان
فماست غصون الروض في حسن بهجة ... مفتحة الأزهار تزهو بألوان (١)
وتبادل الشيخان القاضيان: الطيب بن المكي الصحراوي وأحمد المجاهد أبياتا في المجاملة ذكرها صاحب التقويم الجزائري، ١٩١٣.
والتهنئة بالزواج تناولها محمد العيد أيضا. ومن بواكيره تهنئة الشيخ محمد خير الدين بزواجه في مدينة بسكرة. وقد حفلت الشهاب والبصائر وغيرهما بأبيات التهاني بزواج الأصدقاء وبالمواليد وبالعقيقة.
وهناك شعر العتاب، وهو ما يدور بين الأصدقاء عادة. وقد يكون عتابا سياسيا. ومن أقدمه ما قاله الأمير عن قوم يشرطون (يوشمون) وجوههم في الحجاز، بدعوى أن ذلك يزيد في الوسامة والجمال. فعاتبهم على ذلك بقطعة:
أقول لقوم لا تفيد نصيحتي ... لديهم ولو أبديت كل الأدلة
ألا فاتركوا ورد الخدود وشأنه ... فتخديدكم في الخد أقبح فعلة
وقد عاتب عبد الملك بن الأمير عبد القادر آله وعشيرته على تخاذلهم في نصرته وعدم تأييدهم للسلطان العثماني، بل تأييدهم فيما رأى هو، لعدوهم القديم الذي غدر بالأمير وسجنه بدل إطلاق سراحه. وكان عبد المالك قد ثار على الفرنسيين في المغرب الأقصى، واستعان بالدولة العثمانية وألمانيا ووقف على الحياد من إسبانيا. ولكن الفرنسيين حاربوه إلى أن قتل سنة ١٩٢٤. وفي عتاب سياسي إلى آل الأمير في دمشق، وجه أبياتا منها ما يلي:
عهدي بكم آل الأمير كواكبا ... نشرت أشعتها على الأكوان
فصرفتم تلك المكارم كلها ... في غير ما نفع ولا إحسان
ضحيتم أقماركم وشموسكم ... أسد الحروب وقاهري الأقران
(١) قطعة من خمسة أبيات ذكرناها في دراستنا عن الكبابطي في أبحاث وآراء، ٢/ ٣٧ وكذلك القطع الأخرى له.