للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكن كذلك في الجزائر. ثم إن الكولون في هذه البلاد هم الأسياد بينما المغرب لا يظهر الفرنسيون فيه إلا كإدارة وجيش (مخزن).

وبعد رجوع جلواح إلى الجزائر، ربما على إثر تأسيس جمعية العلماء (١٩٣١)، وبعد حادثة الظهير البربري التي هزت المغرب، اتصل بابن باديس، وكان هذا يبحث عمن يعتمد عليه في فتح مدارس لتعليم المهاجرين في فرنسا اللغة العربية ومبادئ الإسلام. كما يقوم بالدعوة هناك لجمعية العلماء وسط المهاجرين. فوقع اختياره على جلواح. وربما كان ذهابه إلى فرنسا سنة ١٩٣٦. وكان جلواح خلال ذلك يتردد بين فرنسا والجزائر، ففي الأولى كان ينقط مدارس التهذيب، وفي الثانية كان يشارك في الندوات. ونحن نجد أخباره في قالمة وسكيكدة وعزابة والمحمدية وقلعة بني عباس ومستغانم (١). أما في فرنسا فكان جلواح هو الكاتب العام (للقلم العربي) لنادي أو جمعية أخوة آقبو (٢).

ومنذ ١٩٣٩ جند جلواح للحرب من جديد، وظل في الخدمة العسكرية إلى أن هزمت فرنسا واحتل الألمان باريس، فسرح من الجندية. ولا ندري ماذا حدث له بعد ذلك، أي منذ ١٩٤٣. فالركيبي الذي درس حياته بالتفصيل قد رجح أن يكون قد انتحر في لحظة يأس. ودليله في ذلك كثرة حديث الشاعر عن الموت والانتحار، وكون جلواح فشل في حبه وطموحه. ولعل انتماءه إلى الحركة الإصلاحية كان يمنعه من هذا المصير إذا لم يكن قد انحرف في حياته في باريس. ويشير الركيبي إلى أن جلواح كان من المعجبين بهتلر، وكان الألمان محتلين لفرنسا، وقد أعجب جزائريون آخرون بهتلر لا لشيء إلا لكونه هزم فرنسا. وانضم بعضهم إلى الجيش الألماني على أمل تحرير بلادهم بمساعدة الألمان. فهل كان موقف جلواح هذا سببا في قتله ورميه في نهر (السين) حيث وجدت جثته؟ كما أن الركيبي


(١) انظرا مثلا البصائر ٢ ديسمبر ١٩٣٨. والكلمة بقلم محمد الزواوي معطى الله. وقد سماه (الأديب العبقري).
(٢) نفس المصدر، ٢٣ سبتمبر ١٩٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>