للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفصيح أو القريب منه. وقيل ان هذا الشعر قد نشر مع ترجمة فرنسية، ولكننا لم نطلع عليه (١).

ونحن وإن كنا سنذكر بعض المعلومات عن الجباري في باب المقامات، فإننا نقول هنا إن اسمه في الشعر المذكور ظهر مستعارا وهو (محمد قبيح الفعل). فهل فعل ذلك لأنه أراد نقد الوضع الاجتماعي والسياسي، سيما وأن تلك الفترة هي فترة الحملة ضد القضاة المسلمين (٢)؟. ويقول المصدر الفرنسي الذي أخذنا منه هذه المعلومات إن الجباري قد جعل شخصيات الشعر هم شخصيات المقامات.

وفي سنة ١٩٣٨ وضع محمد العيد مسرحية شعرية ونشرها على الناس بعنوان (بلال بن رباح) (٣). وهي من حيث الموضوع غير جديدة، لأنها تتناول شخصية إسلامية معروفة. ولكنها جديدة من حيث الشكل. فلأول مرة على ما نعرف يؤلف أحد شعرائنا مسرحية شعرية. وهي موجهة إلى تلاميذ المدارس، وكان الشاعر عندئذ مديرا لمدرسة الشبيبة الإسلامية بمدينة الجزائر. ولم يكن الهدف منها على ما نرى أدبيا أو فنيا، ولو كان ذلك هو هدفه لارتقى محمد العيد بالفن الشعري إلى الخيال والرمز وإلى استعمال الوقائع والهزات النفسية، ولكن غرضه على ما يظهر كان دينيا واجتماعيا. ولذلك علق أحد الأدباء عند ظهورها بهذه العبارات: (وقد رمى منشئها الأديب إلى بث روح الثبات على المبدأ بين الناشئة، واحتمالهم المكاره في سبيل الدين ولغتهم إلى أن العظمة الحقة والمجد الخالد إنما يكونان بسمو النفس وطهارة الروح وكمال الخلق) (٤).

وقد مثلت مسرحية (بلال). عدة مرات منذ نشرها، سواء على مستوى


(١) نشر في وهران وباريس، سنة ١٨٨٧، انظر (المجلة الآسيوية). J.A، (١٩١٣)، ص ٢٩٢، هامش ٢.
(٢) انظر فصل السلك الديني والقضائي، وكذلك الحركة الوطنية، ج ١.
(٣) المطبعة العربية، ١٩٣٨، ٢٤ صفحة من القالب الصغير.
(٤) البصائر، ٧ أكتور ١٩٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>