للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضا في ظروف كانت عادة صعبة، وهو الأمر الذي جعل ديبارمي يحكم بأن رجال التصوف وشعراء الملحون كانوا يستعملون التقية.

والشعراء الشعبيون اعتبروا التجنس بالجنسية الفرنسية خروجا عن الدين الإسلامي، ووصموا المتجنسين بلقب (المطورنين) أي المرتدين. ورثى الشعراء حالة الجزائر في العهد الفرنسي وتأسفوا من التأثير الفرنسي في الحياة الاجتماعية. ومن هؤلاء الشاعر قدور بن خليفة الذي قيل إنه كان من جنود الأمير عبد القادر، وكان أميا، ولكنه تمتع بموهبة شعرية جعلت شعره يخلد بين ١٨٦٧ و ١٩١٠. وكان شعره يتناول الجوانب الاجتماعية التي ذكرناها ومدى التأثير المعنوي الفرنسي. وقال ديبارمي إن تأثير شعره بقي قويا إلى سنة ١٩١٠، إذ وجد من شعره نسخة في البليدة أوائل هذا القرن. ويرى ديبارمي أن التأسف على الماضي عند الشعراء يوحي لهم بالتحرر مستقبلا ويشجعهم على ذلك. ومن شعراء الأمير أيضا، الطاهر بن حواء، وله شعر في كتاب الكنز المكنون، ولكننا سنذكره أيضا عند حديثنا على من ناصر ومن عارض الأمير من الشعراء. وكان رثاء الجزائر من الموضوعات الشائعة لدى شعراء القرن الماضي، ومنهم ابن البقال (السقال؟) التلمساني، الذي ذاع شعره، حسب ديبارمي، في مختلف أنحاء البلاد، وقد جمع منه ديبارمي مجموعة سنة ١٩١٧ بالبليدة (١).

٣ - قراءات مختارة لتعليم العربية الدارجة (٢): جمعها عبد الرحمن (؟) الذي كان أستاذا بثانوية (ليسيه) وهران. وقد ذكر كور أن المجموعة قد ضمت جزءا من قصيدة قدور بن محمد البرجي المعروف بو نقاب، وكان قد


(١) جوزيف ديبارمي (ردود الفعل الوطنية في الجزائر) في (المجلة الجغرافية للجزائر وشمال افريقية) SGAAN، ١٩٣٣، ص ٣٥ - ٥٤. وعن محمد قاضي نعرف أنه كان سنة ١٩١٨ كاتبا بالمكتب العربي بوجدة (المغرب)، انظر كور (الشعر الشعبي السياسي في عهد الأمير) في (المجلة الإفريقية)، ١٩١٨، ص ٤٨٦، ثم أصبح محاميا شرعيا في تيهرت (تيارت) سنة ١٩٢٨.
(٢) ط. جوردان، ١٩٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>