للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للفن الإسلامي سنة ١٩٠٣، ثم سنة ١٩١٢. وفيه عرضت نماذج من الفنون. وفي كل سنة كانت تفتح قاعة للمستشرقين تجذب الكثير من الزوار وتعرض فيها الفنون ذات الصلة بالحياة العربة والإسلامية في الجزائر وغيرها. ومثل هذه القاعات والصالونات كان يتكرر في العواصم الإقليمية أيضا مثل وهران وقسنطينة. وقد تكونت جمعيات لرعاية الفنون وتشجيعها.

ومن المعارض الفنية ما حدث سنة ١٩٠٥ بمناسبة انعقاد مؤتمر المستشرقين ١٤ في الجزائر. فقد افتتح المعرض في المدرسة العربية - الفرنسية بالعاصمة التي أصبحت تسمى الثعالبية. وسمى (معرض الفنون الإسلامية). وعرضت فيه تحف نادرة جمعت من أشهر العائلات العريقة الباقية. ومن هذه التحف مجموعة من الأسلحة والسروج والمطروزات. وكان منها سرج كله مرصع بالذهب يرجع إلى البشير التجاني هدية من باي تونس حوالي ١٨١٧. ومن العائلات التي تقدمت بما عندها من تحف عائلة الفكون، وعلي باي (بوعكاز)، والحاج الأخضر (حاكم الأرباع؟)، وابن قلفاط، وابن مرابط. وكان منهم أهل الريف وأهل المدن على السواء، وكانت الصناعات النحاسية ممثلة في المعرض أيضا. ويقول جورج مارسيه الذي وصف المعرض وصفا مطولا وغنيا، أن صناعة النحاس كانت شهيرة في العاصمة وبوسعادة والأغواط وقصر البخاري (١).

وهناك معرض آخر أقيم سنة ١٩٢٤ في المدرسة الثعالبية أيضا، وكان يستهدف التعريف (بالفن الأهلي). ومما عرض فيه مصحف شريف ضخم كان موضوعا في الجامع الجديد. وكان في لون أزرق، واعتبروه تحفة فنية جميلة أخذت بالألباب لقدمه وألوانه وفخامته. وقد أشرف على المعرض


(١) جورج مارسيه (معرض الفن الإسلامي) في (المجلة الإفريقية)، ١٩٠٥، ٣٨٠ - ٤٠١. من بين الأسماء الأخرى التي ذكرها في إعارة تحفها إلى المعرض: أحمد بن الشريف، وبومنديل، والحاج لعيرج، وعلي الحاج مكتوت، وعلي بن بوزي. أما التاريخ ١٨١٧، فالظاهر أنه يمثل تاريخ الهدية من الباي إلى الزاوية التجانية، لأن البشير التجاني لم يعش في ذلك الوقت وكان معاصرا للمؤتمر المذكور (١٩٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>