للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه أيضا أن الحاج العربي بن صاري كان أول من سجل الموسيقى التقليدية على الشريط، ثم تلاه عبد الكريم دالي وبومدين بن قبيل. وفي سنة ١٩٣٢ شارك ابن صاري في مؤتمر القاهرة للموسيقى العربية، وشارك معه ابنه رضوان. وقيل إن ابن صاري قدم إلى المؤتمر نماذج من مدرسة تلمسان الموسيقية، فبعد التوشية، قدم القطع الآتية: شمس العشية، وراني نهواك، وقطر الندي، وياللحمام يبكي، وتلمسان يا العالية، وقم دير الجزائر، الخ.

وعند تشكيل الوفد فضل العربي بن صاري ابنه رضوان على عبد الكريم دالي. ومن ثمة كانت القطيعة بين الرجلين (ابن صاري ودالي). وكان عبد الكريم دالي يأتي إلى العاصمة من وقت لآخر للمشاركة في الحفلات الموسيقية الأندلسية التي كانت تقدمها جوقة الإذاعة تحت إشراف محمد فخارجي، ولكنه منذ ١٩٥٢ استقر (دالي) بعائلته نهائيا في العاصمة. وكانت مهارته قد برزت في الموسيقى الغرناطية وموسيقى الحوزي وسجل الكثير من الموسيقى الأندلسية، وأحيا عدة حفلات منذ الاستقلال (١).

وسبق لنا ذكر بعض المغنيات مثل يمينة وأنيسة. ولا بد أن يقوم الإنتاج الموسيقي على المغنين والمغنيات رغم التحفظات الدينية المعروفة في الحفلات العامة. وتتحدث المصادر عن المعلمة يمينة بنت الحاج المهدي التي اشتهرت أول هذا القرن. وكان غناؤها من نوع الحوفي التلمساني المعروف في العاصمة باسم البوقالة والجعلولة. وهو من غناء الرجال أيضا. وقيل إن يمينة هذه قد سجلت منذ ١٩٠٨ بعض أغانيها الأندلسية، مثل: جار


(١) ولد عبد الكريم دالي في تلمسان سنة ١٩١٤ وتوفي في العاصمة سنة ١٩٧٨ ودفن بمقبرة سيدي يحيى. انظر حشلاف، مرجع سابق، ص ٢٩١. ومن مصادر تاريخ الموسيقى الجزائرية نذكر مقالة سفير البودالي (وقد كان هو المدير الفني لمحطة إذاعة الجزائر) وعنوانها (الموسيقى العربية في الجزائر) في الوثائق الجزائرية. Doc .Alg السلسلة الثقافية رقم ٣٦، ١٩٤٩. ومقالة بشير حاج علي (بعض الأفكار عن خصائص ومصادر واتجاهات الموسيقى الجزائرية) في مجلة (لانوفيل كريتيك) يناير ١٩٦٠ عدد خاص. انظر كذلك جان عمروش (الأغاني البربرية لبلاد القبائل) تونس ١٩٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>