للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهوى، نبتدي باسم الله، صباحك بالخير؛ ويبدو أن هذه المرأة قد عاشت إلى حوالي ١٩٣٠. ثم ظهرت مغنيات أخريات مثل المعلمة تطيف (طيطمة؟) التي تعاطت أيضا الغناء الأندلسي وسجلت منه منذ ١٩٠٨ مثل: هائم في الخلا، ويا قامة غصن البان. وذكر السيد حشلاف أسماء مغنيات أخريات، وهن حسيبة بنت محمد وغزالة الجزائرية وفاطمة بنت المداح، وكلهن ظهرن أوائل هذا القرن وسجلن أغانيهن بين ١٩١٠ - ١٩١٢. وكذلك المغنية مريم فكاي ثم فضيلة الجزائرية المعروفة باسم مدني فضيلة، وهي من مواليد القصبة في فترة الحرب العالمية الأولى. وقد عاشت في باريس وغنت هناك للمهاجرين، ثم رجعت إلى العاصمة وشاركت في فرقة مريم فكاي، ثم كونت مع أختها فرقة غنائية. وسجنت خلال حرب التحرير، وأغانيها من النوع الأندلسي الشعبي (١).

وثمة فئة أخرى من المغنين غنوا الأندلسي والشعبي. وانتشر اسمهم بين الحربين ثم بعد ١٩٤٦. ويتساءل المرء عن سبب شهرة بعض الفنانين، هل لفنهم أو لشيء آخر. ولا شك أن الإعلام قد أصبح يلعب دورا كبيرا. في ترويج الأسماء والأغاني، سيما بعد ظهور الإذاعة والتلفزة. ومن الأسماء البارزة التي غزت غرب البلاد ووسطها في الفترة المشار إليها اسم الشيخ حمادة (وهو الحاج محمد قويش) الذي ولد سنة ١٨٨٩ بنواحي مستغانم. وقيل إنه درس العربية والفرنسية، وأحب الموسيقى، فكان يحضر الحفلات منذ صغره ثم أخذ يشارك في نشاطها منذ ١٩٢٠، وكون حوله فرقة من القصابة. وأصبح يحيي الحفلات في مستغانم والبليدة والعاصمة. وبدأ في تسجيل أغانيه منذ ١٩٢٦. وقيل إنه سجل أكثر من مائة أغنية في الجزائر وخارجها. وكان غناؤه أندلسيا وشعبيا. وقد ربط علاقات مع كل من العربي بن صاري


(١) توفيت فضيلة سنة ١٩٧٠. انظر حشلاف، مرجع سابق، ص ١٨٦. وبناء عليه فإن فضيلة كانت أمية (وربما الأخريات أيضا) وكلمات الأغاني كانت تسمعها همسا من أحد الملقنين. وعن تكوين وثقافة الفنانين الجزائريين انظر ملاحظات رواني، سابقا.

<<  <  ج: ص:  >  >>